121
يا راحلًا أذهب عنا السرور ... وكادت الأرض بنا أن تمور
ويا هلالًا بالخسوف احتفى ... من قبل أن يدرك شأو البدور
إن كنت قد فارقت أهلًا فكم ... حولك ولدان حسان وحور
جاورت من بعدك من ساءني ... ليهنك الجار الذي لا يجور
ويلاه من بدر رفيع مضى ... تجارة العاني به لن تبور
شق الجيوب القوم لما سرى ... لو أنصفوا شقوا عليه الصدور
ما كنت أدري قبل دفني له ... أن الدراري في الصحارى تغور
لهفي على طفل فؤادي له ... نعش ودمع العين غسل طهور
لهفي على زهرة روض زهت ... فعوجلت بالقطف دون الزهور
لهفي على غصن ذوى قبل أن ... يبدو لنا من نوره الغض نور
آهًا لذاك الوجه كيف انطوت ... آياته الحسنى ليوم النشور
آهًا لدر قد غدا ثاويًا ... في صدف اللحد جوار القبور
آهًا لمر الهجر حلو الحلى ... الوجد حق فيه والصبر زور
والله ما عجل يوم النوى ... إلا لنحظى في غد بالأجور
ما هذه الدنيا - وسحقًا لما ... تلهي به - إلا متاع الغرور
تمحو بكف الحتف رسم الورى ... لما اغتدوا في رقها كالسطور
ما تأتلي من غير خوف إلى ... دار البلى تنقل أهل القصور
كم من رحى للموت فيها، على ... ضائع أعمار البرايا تدور
أخنى علينا الدهر في أخذ من ... كنا نرجيه لسد الثغور
يا دهر بالإمرة كم تعتدي ... ألا إلى الله تصير الأمور

1 / 122