230

فلما وقف الشيخ على مصنفاتهم ، وعرف فساد عقائدهم ، ازداد غيظا ، وأمر بقتلهم واسترقاق أولادهم ونسائهم ، فخرجوا من الأوطان. وتمزقت أحوالهم في جميع البلدان.

فلما كان الأمر كذلك انتهى العلم إلى الفقيه العلامة تاج العارفين شرف الدين ، إسماعيل بن أبي بكر المقري (47) إلى زبيد ، فاستقبح فعل الشيخ (48) وأنكر عليه ولامه وكتب إليه فقال : إن هؤلاء يعدل بهم عن أحكام الدين؟! فضاق صدر الشيخ من كتابه ، وعتب عليه في جوابه ، ومن تلك الساعة لم يزل بينهم الجدال في المكاتبات والرسائل والبلاغات ، حتى اجتمع من تلك الرسائل كتاب كامل.

فلما وقفت على ذلك جمعته وألفته وسميته كتاب اختلاف الفرقة الإسلامية في تكفير المعاهدين ، وهم فرقة من الباطنية ، وهو كتاب مفيد ، فيه من الحجج الواضحات والبراهين القاطعات والدلائل والاستشهادات ، والدقائق والبحوثات ، والمسائل والجوابات ، ما يتعجب منه الناظر ، وينشرح به الخاطر ، لأن معظم

Page 247