179

فيها رجال كثير من الفريقين. وكان ثابت المذكور منعزلا عنهم فلما تطاولت الحرب سعى في إطفائها وحسب القتلى فوجدهم كثيرا فطرح خمس مئة واثنين وسبعين بخمس مئة واثنين وسبعين حسابا ، وبقي الفاضل بينهم سبعة وأربعين رجلا ، فحمل ديتهم من نفسه وأصلح ما بين قومه.

* [فصل [في وفائهم]

وأما وفاؤهم فإن الملك النعمان بن المنذر اللخمي (21)، كان له يوم بؤس لا يقبل فيه أحد إلا قتله ، فخرج يوم بؤسه إلى ظهر الكوفة ، فلقيه شريك بن أخفش الطائي ، وكان يعتاد الوصول إليه ، فقال له النعمان : يا شريك ، ما حاجتك في مثل هذا اليوم الذي لا يسلم فيه مني أحد؟ قال : الحين (22)، قال : فإنه لا بد من قتلك. قال : أمهلني حتى أبلغ إلى أولادي ، وأوصيهم وأوصي بهم. قال : ومن الكفيل بك حتى ترجع إلى الموت؟ فقال : إما عمرو بن مرة (23)

(الأعلام 3 / 149).

Page 191