ارجعوني أسمع نشيد الأمواج تردده البحار منذ مئات الأجيال، فيتخدر دماغي، وتسكر مخيلتي، وأحسب نفسي قطعة من الخلود، وقسما من الجمال. •••
ارجعوني إلى لبنان فأرى بناته يقطفن العنب والتين، ويستقين المياه العذبة من الينابيع، ويرجعن عند الغروب أسرابا تمر بين الصنوبر فتختلط أصواتهن الحلوة بحفيف الأوراق، ونقيق الضفادع، ورنة الناقوس على التلال البعيدة.
ارجعوني، ارجعوني، أرجعوني ساعة أسمع هذه النغمات فيدق لها ناقوس قلبي.
الجندي الشيخ
أنا كهل جاوزت الخمسين، سحبت جنديا وقد كاد ظهري أن ينحني،\ فتركت مدينة آبائي وسرت بين يدي ضابط صغير خليع أمسح حذاءه، وأطعم فرسه، وأنا سيد في قومي، أمير بين بني عشيرتي.
مشيت نهارا وليلا، وليلا ونهارا، حتى حسبت أن ليس للعذاب آخر، مشيت على الجليد وجررت ثقل الحديد، وتساءلت: رباه! أما للظلام زاجر؟!
ارجعوني إلى قريتي فأجلس أمام الموقد، وأرى أولادي وأحفادي يلعبون فيمثلون شخصي آن كنت صبيا ...
ارجعوني، يلامس قلبي قلوبهم الخضراء فأعود فتيا ...
ولكن هل يهمكم إفراح الحياة يا من تعيشون لسلب الحياة؟
الجندي الشاب
Unknown page