جائر فامر به فقتل واخرج ابن أبي شيبه عن نافع قال: كان ابن عمر في السوق فنعى إليه حجر فأطلق حبوته وقام وقد غلب عليه النحيب. (ولما) بلغ الربيع بن زياد الحارثي وكان فاضلا جليلا وكان عاملا لمعاوية على خراسان فلما بلغه قتل معاوية حجر بن عدي سخط ذلك وقال: لا تزال العرب تقتل صبرا بعده ولو نفرت عند قتله لم يقتل واحد منهم صبرا ولكنها اقرت فذلت ثم خرج يوم الجمعة فقال ايها الناس اني قد مللت الحياة واني داع فأمنوا ثم دعا الله عزوجل فقال اللهم ان كان للربيع عندك خير فأقبضه اليك وعجل فلم يبرح من مجلسه حتى مات يرحمه الله (وقال) ابن سيرين بلغنا ان معاوية لما حضرته الوفاة جعل يقول يومي منك يا حجر طويل (انتهى) قال الله تعالى: وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال اني تبت الآن (قال) ابن عبد البر ان معاوية اول من قتل مسلما صبرا حجرا واصحابه (قلت) فعليه اثمه واثم من قتل صبرا من المسلمين إلى يوم القيامة لانه اول من سن ذلك ففي صحيح البخاري عن عبدالله بن مرة لا تقتل نفس الا كان على ابن آدم الاول كفل منها لانه اول من سن القتل واخرجه مسلم والترمذي أيضا (واخرج) الترمذي عن عائشة رضي الله عنها وصححه وابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنهما ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله تعالى والمتسلط بالجبروت فيعز بذلك من اذل الله ويذل من اعز الله والمستحل لحرم الله المستحل من عترتي ما حرم الله والتارك لسنتي. (قلت) وليست هذه الفعلة الشنعاء بأكبر بوائق معاوية في القتل فانه قد ارتكب قبلها جريمة قتل الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام بالسم وهو خامس اهل الكساء وابن محمد المصطفى وابن علي المرتضي وابن فاطمة الزهراء وابن شجرة طوبى واحد ريحانتي النبي صلى الله عليه وآله من الدنيا واحد
--- [ 86 ]
Page 85