190

رضي الله عنه انه قال هذا الامر في اهل بدر ما بقي منهم احد ثم في اهل احد ما بقي منهم احد وفي كذا وكذا ليس فيها لطليق ولا لولد طليق ولا لمسلمة الفتح شئ. افبعد هذا يقال ان معاوية خليفة حق وامام صدق لاحول ولا قوة الا بالله يكذب رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله ملكا عضوضا وانه من شر الملوك ويصدق انصار معاوية في قولهم خليفة حق وامام صدق الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ان لا يقولوا على الله الا الحق اللهم انا نبرأ اليك من صنيع كهذا ونسألك الثبات على تصديق ما جاء به نبيك ورسولك. وقد انكر بعض المشاغبين نسبة الحكم الواحد إلى حق وباطل وهما ضدان لا يجتمعان ولم يدر الغبي ان النسبتين مختلفتا الجهة فلا منع كيف ولهذا نظائر لاتخفى على من له يسير المام بسيرته عليه واله الصلاة والسلام فقد صالح صلى الله عليه واله وسلم كفار قريش يوم الحديبية على ان يرجع إلى المدينة هو واصحابه ولا حجة ولاعمرة وعلى ان يرد إلى الكفار من جاءه منهم مسلما وان لايدخل مكة في القابل الا ثلاثة ايام بسلاح المسافر فقط ولم يرضوا مع هذا بكتابة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله فمحاها من الكتاب بيده الشريفة وابدلت بمحمد بن عبدالله الم يكن هذا الصلح حقا من جانب النبي صلى الله عليه وآله وباطل من جهة كفار قريش. وكذلك صالح النبي صلى الله عليه وآله عيينة والاقرع على ان يعطيهما ثلث ثمار المدينة ان رجعا بمن معهما عن مساعدة ابي سفيان والاحزاب لو لا ان سعدا اشار على النبي صلى الله عليه وآله ان لا يبرمه ان لم يكن وحيا فاستحسن النبي رأيه ولم يبرمه اولم يكن هذا حقا من جهة النبي وباطلا من الجهة الاخرى فكذلك صلح الحسن عليه السلام فهو حق من جهته باطل من جهة معاوية فمعاوية مخطئ متغلب آثم بلا ريب ومع ذلك فانه نكث ونقض اكثر ما عاهد الله

--- [ 192 ]

Page 191