والحق ان معاوية متغلب بالسيف على الشوكة والحكم فاسق بوثوبه على مالا حق له فيه جائر في احكامه مستحق بصنيعه المقت والعقاب الشديد كما وعد الله عزوجل وهو اول الملوك المتغلبين في الاسلام وان تسليم الحسن عليه السلام الامر إليه غير مبرر له لانه لم يسلمه الا مضطرا صونا لدماء المسلمين واخذا باخف الضررين واهون الشرين علما منه ان معاوية مصر على القتال وسفك الدماء فكان من رأيه تسليم الامر وحقن دماء المسلمين وتحقق بذلك قول جده صلى الله عليه واله وسلم ان ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فالحسن عليه السلام مثاب بهذا الصلح مصيب فيه ومعاوية مخطئ معاقب عليه ممقوت به ولاكرامه. اخرج احمد في مسنده وابو يعلى والترمذي وابن حبان وابو داود والحاكم عن سفينة وغيره حديث الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك واخرجه أبو نعيم في الفتن والبيهقي في الدلائل وكثيرون عن حذيفة وغيره ولفظه ثم يكون ملكا عضوضا قال العلماء انتهت الثلاثون سنة بعده صلى الله عليه واله وسلم بخلافة الحسن بن علي عليهما السلام والحديث صريح في الدلالة على الحكم بحقية الخلافة عنه صلى الله عليه واله وسلم في هذه المدة دون ما بعدها فانه ملك عضوض. فقال ابن حجر الهيثمي في الصواعق في خلافة ابي بكر رضي الله عنه أي يصيب الناس فيه ظلم وعسف كأنهم يعضون عضا والعجب منه كيف ناقض نسه في خاتمة الكتاب بقوله ان معاوية خليفة حق وامام صدق مع اعترافه بالصواب اول الكتاب ولكنه الذهول والنسيان. واخرج ابن ابي شيبة عن سعد بن جمهان قال قلت لسفينة ان بني امية يزعمون ان الخلافة فيهم فقال كذب بنو الزقاء انهم ملوك من شر الملوك واول الملوك معاوية (واخرج) ابن سعيد عن عبدالرحمن بن ابرى عن عمر
--- [ 191 ]
Page 190