يقول النووي: «وأجمع أهل التواريخ على شهوده بدرًا وسائر المشاهد غير تبوك. قالوا: وأعطاه النبى ﷺ اللواء في مواطن كثيرة. وقال سعيد بن المسيب: أصابت عليًا يوم أُحُد ستةُ عشر ضربة. وثبت في الصحيحين أن النبي ﷺ أعطاه الراية يوم خيبر، وأخبر أن الفتح يكون على يديه (^١)، وأحواله في الشجاعة وآثاره في الحروب مشهورة» (^٢).
فلم يتخلَّف علي عن غزوة من الغزوات، إلا ما كان منه في غزوة تبوك، حينما استخلفه النبي ﷺ على المدينة، فقال له علي: «أتخلفني في الصبيان والنساء؟» فقال له النبي ﷺ: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون، من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟» (^٣).
ولم تقتصر خدمة عليٍّ لدين الله، ونشره له؛ على ميدان القتال والسيف فحسب، بل نَشَرَه كذلك بلسانه، فحمل إلى الأمة حديثا كثيرا عن رسول الله ﷺ. فروى عن رسول الله صلى الله عليه