الله ﷺ أن يترك أحدا مكانه في فراشه، وهي مهمة خطرة بلا شك، قد يدفع من يقوم بها حياتَه ثمنا لها، فانتدب النبي ﷺ عليَّا لها، وقال له: «نَمْ على فراشي، وتَسَجَّ (^١) ببردي هذا الحضرمي الأخضر، فنَمْ فيه، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم» (^٢).
قال ابن عباس: «شَرَى عليٌّ نفسه، فلبس ثوب النبي ﷺ، ثم نام في مكانه» (^٣).
ولم يتوقف جهاده في سبيل الله، مع رسول الله ﷺ عند حادث الهجرة، بل ترك وطنه وأهله ولحق عليٌّ بنبيه بعد هجرته، وظلَّ يتنقل معه من غزوة لأخرى، ومن مشهد لآخر، فمن بَدْرٍ لأُحُد، ثم الأحزاب، فبيعة الرضوان وصلح الحديبية، ثم خيبر، ثم فتح مكة، وحنين، والطائف، مرورا بالسرايا والمهمات الخاصة التي كان النبي ﷺ ينتدبه لها.