127

============================================================

سيف، وفى حياصته قرون سود معوجة، مقمعة بذهب، وعنده خمسون(1) أمير](1) على كراسي فى خركاته.

فلما دخلوا عليه وأدوا الرسالة أعجبه ذلك عجبا عظيما، وأخذ الكتاب، وأمر الوزير بقراءته، ثم نقلهم عن يمينه وأسندهم مع جنب الخركاة خلف الأمراء، بين يديه، وأحضرهم القمز، وبعده العسل المطبوخ، ثم أحضر لهم لحما وسمكا فأكلوا.

ثم أمر بانزالهم عند زوجته جيجل(2) خاتون. ولما أصبحوا ضيفتهم الخاتون فى خركاتها، ثم انصرفوا آخر النهار إلى منازلهم، وصار السلطان بركة يطلبهم فى سائر أوقاته، ويسألهم عن الفيل والزرافة، وسأل عن النيل وعن مطر مصر، وقال: سمعت أن عظما لابن آدم ممتد على النيل، يعبروا[117] الناس عليه، فقالوا: هذا ما رأيناه، ولا هو عندنا.

وأقامواعنده ستة وعشرين يوما، وأعطاهم شيئأ من الذهب الذي يتعاملون به فى بلاد الأشكري، ثم خلعت عليهم زوجته (4) - المذكورة - وأعطاهم جوابهم، وسيرهم ومعهم الرسل، وهم: آربوقا واربتور وارتماش: وكان عند الملك بركة رجل فقير من أهل الفيوم اسمه الشيخ أحمد المصري، له عنده حرمة كبيرةه وكل آمير من أمراثه عنده مؤذن وإمام، ولكل خاتون مؤذن وإمام، والصغار الذين عندهم لهم مكاتب ويتلون القرآن.

وأقام الرسل (5) مدة غيبتهم إلى سنة خمس وستين(6) وستمائة، وسيأتى ذكره إن (1) فى الأصل: "خمسين".

(2) الوارد فى ذيل مرآة الزمان للميونينى جا ص542 : "وعنده خمسون أميرا أو ستون"، وفى كنز الدرر للدوادارى ج8 ص 100: "وعنده تقدير خمسين آميرا كبار".

(3) فى الأصل: لاحجك".

(4) الوارد فى كنز الدرر اللدوادارى ج8 ص 101: "ثم خلعت زوجته على الفارس".

(5) فى الأصل: "وأقاموا الرسل".

(6) اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج1 ص 542، النويرى. نهاية الأرب ج 30 ص 105

Page 127