Al-Maysar fī sharḥ Maṣābīḥ al-Sunna liʾl-Turibishtī
الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي
Editor
د. عبد الحميد هنداوي
Publisher
مكتبة نزار مصطفى الباز
Edition
الثانية
Publication Year
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ هـ
Genres
المضاف إليه مكان المضاف المحذوف في الإعراب كقوله تعالى: ﴿واسأل القرية﴾، والتقدير. دعاء جوف الليل الآخر، ومن نصب؛ فعلى الظرف أي الدعاء جوف، ويجوز فيه الجر على مذهب من يرى حذف المضاف وترك المضاف إليه على إعرابه ولم ترد به الرواية، (والآخر) على الأحوال الثلاث تتبع (جوف) في إعرابه.
[٦٦٤] ومنه قوله ﷺ في حديث أنس: قوله ﷺ (أحب إلي أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل)؛ قلت: معرفة وجه التخصيص في الرقاب على الأربعة يقينا لا يوجد تلقيه إلا من قبل الرسول ﷺ وعلينا التسليم؛ عرفنا ذلك أو لم نعرف، ويحتمل أن يكون التنصيص إنما وقع على الأربعة لانقسام العمل الموعود عليه على أقسام أربعة: ذكر الله، والقعود له، والاجتماع عليه، وحبس النفس من حين يصلي إلى أن تطلع الشمس.
وأما تخصيص ولد إسماعيل بالذكر فلكونهم أفضل أصناف الأمم فإن العرب أفضل الأمم قدرا ورجاحة ووفاء وسماحة وحسبا وشجاعة وفهما وفصاحة وعفة ونزاهة وأنفة ونباهة، ثم أولاد إسماعيل أفضل العرب؛ لمكان النبي ﷺ منهم مع ما امتازوا به من كرم الأخلاق وطهارة النسب من سواهم. وقد قيل أن أولاد إسماعيل ﵇ لم يجر عليهم الرق قبل الإسلام وذكر بعض أهل المعرفة بأنساب العرب أن ليس من قبائل العرب قبيلة إلا وهي تنتمي إلى إسماعيل من جهة ما غير أربع قبائل ثقيف وسلت وأوزاع والحضرميون.
[٦٦٥] ومنه حديث أنس- ﵁ عن النبي ﷺ (من صلى الفجر في جماعة ... الحديث) وقد ذكرنا في حديث أبي أمامة (من خرج من بيته متطهرا) ما فيه مغنى عن إعادة القول في بيان هذا الحديق لمن فهم وتدبر فليسلك فيه ذلك المسلك.
ومن باب ما لا يجوز من العمل في الصلاة وما يباح منه
(من الصحاح)
[٦٦٦] حديث معاوية بن الحكم السلمي- ﵁ (بينما أنا أصلي مع رسول الله إذ عطس
1 / 263