120

فنجد في تفسير هذه الآية أنه لا أحد يقول بذلك التفسير فيها، فلينظر الإنسان والمطلع في أي تفسير يريد: سني، أو شيعي، أو من أهل البيت، أو حشوي، فلا يجد أحدا يقول إن معنى الآية: أنك لا تجعل يدك مربوطة إلى عنقك، ولا تمدها مدا كاملا.

مع أن تفسير الآية على ظاهرها ممكن وغير ممتنع عقلا؛ بسبب أن للإنسان يدا حقيقية محسوسة؛ أما في حق الله فإن التفسير والحمل على ظاهر الآية ممتنع وغير ممكن، لأن الله ليس له يد حقيقية يرفعها ويبسطها .

فالمفسرون متفقون على أن الآية هذه معناها: لا تبخل ولا تسرف، وابتغ بين ذلك سبيلا، فكنى الله عن البخل: بغل اليد، وعن الإسراف: ببسطها كل البسط، وعن التوسط في الإنفاق بقوله: وابتغ بين ذلك سبيلا.

ولا أحد يقول إن معناها لا ترفع يدك إلى عنقك، ولا تمدها مدا كاملا، بل اجعل يدك وسطا بين الرفع الكامل إلى العنق وبين المد الكامل.

Page 120