99

Mustaghithin

المستغيثين بالله تعالى عند المهمات والحاجات

Investigator

مانويلا مارين

Publisher

المجلس الأعلى للأبحاث العلمية معهد التعاون مع العالم العربي

اركب دابتك فحيث ما وقفت فثم هو. قال طالوت: فقمت، وأخذت في كمي مائة دينار، وركبت دابتي وألقيت عنانها في عنقها وأرسلتها، فسارت في أزقة بغداد، حتى خرجت من البنيان، فوقفت على باب مسجد خرب، فنزلت فدخلت المسجد، فسمعت حسا في جانب منه، فسلمت فرد علي السلام، فإذا شخص قاعد يدعو فدنوت منه، فقلت له: يا هذا ما شأنك وما خبرك؟ وأخبرته بما رأيت في نومي. فقال لي: نعم، أنا رجل مقل ولي بنيات، فمنذ ثلاث لم نطعم شيئا، ولم نجد ما نطعم، فخرجت هذه الليلة لأدعو الله ﷿ في هذا المسجد وأسترزقه. قال طالوت: فأدخلت يدي في كمي، ثم أخرجت المائة دينار، فدفعتها إليه ثم قلت: رحمك الله، أنا طالوت بن عباد الصيرفي المحدث، فإذا نفدت هذه الدنانير فأتني. قال لي: سبحان الله، يا طالوت: أأترك الذي أقامك من سريرك، وأتاني بك في ظلمة هذا الليل، وآتيك أو آتي غيرك من المخلوقين؟ قال طالوت: فعجبت والله من حسن يقينه، وصحة ثقته بالله ﷿، ومما فتح الله له، وركبت دابتي وانصرفت. وقال:

1 / 108