نزلها ليلا؛ فلما أصبح ركب إليهم، فاستقبله عمالهم بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه قالوا: «ومحمد والخميس» فولوا هربا؛ فقال- ﵇: «الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين «١»»، فأخذ- ﵇ أموالهم، وفتح حصونهم «٢» حتى انتهى إلى حصنيهم: «الوطيح» و«السلالم «٣»» .
وكانا آخر حصون «خيبر» افتتاحا فتحصنوا فيهما، فحاصرهم بضع عشرة ليلة؛
(١) حديث «الله أكبر ... محمد والخميس» حديث متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم، وغيرهما: عن أنس بن مالك. فأخرجه البخاري في صحيحه كتاب «الصلاة» رقم: ٣٥٨. و«الأذان» رقم: ٥٧٥، و«الجمعة» رقم: ٨٩٥، و«الجهاد والسير» تحت رقمي: ٢٧٢٦، ٢٧٦٩، و«المناقب» رقم: ٣٣٧٤، و«المغازي» تحت أرقام: ٣٨٧٦، ٣٨٧٧، ٣٨٧٩. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب «النكاح» تحت رقمي: ٢٥٦١، ٢٥٦٤. و«الجهاد» تحت رقمي: ٣٣٦٠، ٣٣٢٧. وانظر: جامع الترمذي كتاب «السير» ١٤٧٠. وانظر: سنن النسائي- المجتبي- كتاب «المواقيت» رقم: ٥٤٤، والنسائي «النكاح» رقم: ٣٣٢٧، و«الصيد» رقم: ٤٢٦٥. وحول سيره ﷺ إلى «خيبر» انظر: البخاري وغيره- المصادر المذكورة في رقم: ٧. وانظر: «السيرة النبوية» لابن هشام ٤/ ٤٠. وانظر: «الطبقات» للإمام محمد بن سعد ٢/ ٧٨.
(٢) حول قوله: «... فأخذ أموالهم وفتح حصونهم ...» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» ٤/ ٤٠ قال ابن إسحاق: «وتدني- أي: يأخذ الأدنى فالأدنى- رسول الله ﷺ الأموال يأخذها مالا مالا، ويفتحها حصنا حصنا، فكان أول حصونهم فتح: حصن «ناعم» وعنده قتل «محمود بن مسلمة» ألقيت عليه منه «رحا» فقتله ثم «القموص»: حصن «أبي الحقيق» . وأصاب رسول الله ﷺ منهم سبايا، منهن: «صفية بنت حيي بن أخطب»، وكانت عند «كنانة بن الربيع» وبنتي عم لها، فاصطفى رسول الله ﷺ «صفية» لنفسه إلخ» . اه: السيرة النبوية. وانظر: «الروض الأنف» للسهيلي ٤/ ٥٨.
(٣) عن فتح حصني «الوطيح والسلالم» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» لابن هشام ٤/ ٤٢- ٤٣ قال ابن إسحاق: «... عن سلمة بن عمرو بن الأكوع قال: بعث رسول الله ﷺ» أبا بكر الصديق- ﵁ برايته، وكانت بيضاء فيما قال ابن هشام إلى بعض حصون خيبر، فقاتل فرجع، ولم يك فتح وقد جهد، ثم بعث الغد «عمر بن الخطاب» ﵁، فقاتل ثم رجع، ولم يك فتح، وقد جهد، فقال رسول الله ﷺ: «لأعطين الراية غدا ... الحديث» .