مقدمة التحقيق
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢) «١» .
يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١) «٢» .
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١) «٣» .
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار «٤» .
كتاب «مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار» لأبي مدين الفاسي والذي نقدمه اليوم بشرح فيه كتاب «أوجز السير» للإمام أحمد بن فارس العالم اللغوي.
و«أوجز السير» كتاب مختصر في السيرة النبوية ألفه صاحبه، وتحدث فيه باختصار عن: «النسب الشريف، ومولده ﷺ، ونشأته، وأزواجه، وأولاده، وأعمامه، وعماته..» إلخ.
تحدث فيه عن هذه الأمور بصورة مختصرة، ثم جاء بعده «أبو مدين» مؤلف كتابنا فتوسع فيما اختصره ابن فارس، وأفاض فيه إفاضة واسعة.
وبعد اطلاعي على المخطوط حدثتني نفسي؛ لماذا لا يخرج هذا الكتاب إلى النور؟
_________
(١) سورة آل عمران، الاية: ١٠٢.
(٢) سورة النساء، الاية: ١.
(٣) الأحزاب، الايتان: ٧٠، ٧١.
(٤) حديث خطبة الحاجة.
1 / 3
وبعد هذا الحوار استخرت الله- تعالى- ثم قررت إخراج هذا الكتاب، وقمت بتصويره وإعداده للتحقيق، ليكون من المطبوعات التي ترى النور لأول مرة.
والله أسأل أن ينفع به كل من نظر فيه فسد عيبا جاء فيه، أو رأى خللا فأصلحه، وأن يجعله فاتحة خير لكل مسلم.
وقد اتبعت في تحقيق الكتاب المذكور الأطر الاتية:
١- التعريف بالمؤلف.
٢- بين يدي الكتاب.
٣- صحة نسبة الكتاب ل «أبي مدين» .
٤- وصف المخطوط.
٥- عملي في الكتاب.
٦- ملحوظات على الكتاب.
أولا: التعريف بالمؤلف:
بحثت كثيرا في المراجع التي تتحدث عن الرجال ومؤلفاتهم، فلم أجد مرجعا تحدث حديثا وافيا عن مؤلف كتابنا «مستعذب الإخبار..» غير «معجم المؤلفين» ل «عمر رضا كحالة» تحدث عنه باختصار فقال: «أبو مدين الفاسي كان حيا (سنة ١١٣٢ هجرية) - (١٧٢٠ ميلادية) وهو «أبو مدين بن أحمد بن محمد بن عبد القادر بن علي الفاسي» .
فاضل من آثاره:
١- شرح سيرة ابن فارس اللغوي المختصرة، فرغ من تأليفه في أواخر شهر رمضان (سنة ١١٣٢ هجرية) .
٢- تحفة الأريب ونزهة اللبيب، وهو مطبوع، فهرس دار الكتب المصرية ٣/ ٤٥، ٨/ ١٦٧ مكتبة البلدية: فهرس الاداب ٢١ انتهى. من معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية «عمر رضا كحالة» بتصرف.
1 / 4
ثانيا: بين يدي الكتاب:
كتاب «مستعذب الإخبار ...» ل «أبي مدين» توسع فيه كثيرا، وذلك ببسط الأمور التي اختصرها مؤلف الأصل- ابن فارس- وقد وصل بالكتاب المذكور بخط يده إلى تسع وسبعين لوحة، علما بأن أصله- أوجز السير- لم يزد عن خمس أو ست ورقات في جميع النسخ التي بين يدي، وهي كالاتي:
١- نسخة دار الكتب المصرية (رقم: ١٩٧٦) تاريخ.
٢- نسخة دار الكتب المصرية (رقم: ٤٦٠) تاريخ.
٣- نسخة الأزهر (رقم: ٢٣١٢٥) من ورقة (٣٣- ٣٨) مجاميع (٤٨٢) علم التاريخ، وتقع في خمس ورقات.
٤- نسخة مظهر الفاروقي بالجامعة الإسلامية ميكرو فيلم (٦٨٠٢) .
وقد راجعت الأصل- أوجز السير- على صور المخطوطات المشار إليها سابقا ووضعتها بين أقواس هلالية، هكذا (...)، ورمزت لها برموز مختصرة في أول الكتاب، ثم استغنيت عن ذكر هذه الرموز بعد أن قطعت مرحلة في التحقيق، واكتفيت بقولي: (في بعض نسخ الأصل، أو في إحدى النسخ. أو غير ذلك) .
ثالثا: صحة نسبة الكتاب للمؤلف:
حول صحة نسبة الكتاب ل «أبي مدين» انظر التعريف بالمؤلف في قوله: (ثانيا) .
رابعا: وصف المخطوط:
في تحقيقي للكتاب وإخراجه للطبع اعتمدت على نسخة واحدة، بعد عدم تمكني من الحصول على النسخة الموجودة في «الرباط» بالمغرب.
والنسخة الوحيدة التي اعتمدت على الله- ﷾ في تحقيقها تحتفظ بها مكتبة معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة، تحت (رقم: ٢٠١٧) تاريخ، وهي مكتوبة بخط مغربي، وكاتبها مؤلفها- ﵀ ومقاسها: ١٤- ٢٠ سم، والورقة من النسخة- التي قمت بنسخها- تقع في صفحتين، وفي كل صفحة ١٤ سطرا، وفي كل سطر تسع كلمات تقريبا، وتاريخ كتابتها (١١٣٢ هجرية) .
1 / 5
وبعد تصويرها من معهد المخطوطات قمت بنسخها، وقد لاقيت في النسخ الكثير من المشاكل؛ لدقة خطها، وعدم وضوح بعض الكلمات في بعض لوحاتها؛ ولكن بفضل الله- تعالى- تمكنت من الوصول إلى الكثير من الكلمات غير الواضحة أو المطموسة؛ وذلك بالرجوع إلى المصادر والمراجع التي نقل منها المؤلف- رحمه الله تعالى- والنسخة بها ثلاثة تقاريظ لثلاثة من العلماء (انظر اللوحات المرافقة) .
خامسا: عملي في الكتاب:
١- قمت بنسخ الكتاب- المخطوط.
٢- وضعت «أوجز السير» أصل كتابنا الذي قام «أبو مدين» بشرحه- تقييده- بين أقواس هلالية، هكذا () مع ضبطه بالشكل للتمييز بينه وبين الشرح.
٣- وضعت أول الصفحة وآخرها من كل ورقة هكذا (١/ أ، ١/ ب) .
٤- الايات القرآنية الواردة في الأصل وفي التحقيق قمت بعزوها إلى أماكنها في المصحف مع ذكر أرقامها، وبيان كونها آية أو آيات، أو بعض آية.
٥- المؤلف وضع بعض العناوين الجانبية للكتاب، وقمت بوضع الباقي بين أقواس معكوفة هكذا [] إكمالا للفائدة، انظر: [الغزوات] مثلا.
٦- الأعلام الواردة في الكتاب قمت بتعريف المحتاج منها إلى تعريف، تعريف غير المشهور.
٧- الأحاديث الواردة في الصحيحين؛ «البخاري» و«مسلم» اكتفيت بالعزو إليهما.
٨- الأحاديث إذا كانت في غيرهما حاولت ذكر آراء علماء الجرح والتعديل فيها حسب الطاقة.
٩- قمت بشرح بعض الكلمات غير الواضحة من كتب غريب الحديث، ومن كتب اللغة.
١٠- الكلمات التي لم أستطع قراءتها وضعتها بين أقواس معكوفة هكذا [] .
١١- حاولت الوصول بالكتاب إلى تحقيق ما أراده المؤلف.
1 / 6
١٢- وضعت صورا ل «نماذج» من صورة المخطوط بعد المقدمة، تبين الأمور الاتية:
أ- اسم الكتاب.
ب- إسم المؤلف.
ج- نموذج الصفحة الأولى من الورقة الأولى.
د- نموذج الصفحة الأخيرة من اللوحة الأخيرة من الكتاب.
٥- النماذج الخاصة بتقاريظ العلماء للكتاب.
سادسا: ملحوظاتي على الكتاب:
١- نقل المؤلف- رحمه الله تعالى- نصوصا كثيرة من كتب غيره، ولم يشر إلى الكتاب ولا إلى المؤلف كنقله من كتاب «المدخل» ل «ابن الحاج» ٢/ ٢٩ م (تتشرف به الأزمنة والأمكنة، لا هو يتشرف بها بل يجعل للزمان أو المكان الذي يباشره- ﵇ الفضيلة والمزية على غيره ...) إلخ.
٢- نقل- ﵀ من كتاب «الكنز المدفون» المنسوب إلى الإمام السيوطي بالنص من ص ٢٨٣ فقال: «... لينظر- ﷺ إذا وصل إلى مدارج عزه وعلو مراقي كرامته، فيعلم أن العزيز من أعز الله ...» إلى قوله: «والأيتام» . [انظر الموضوع ١، ٢، وغيرهما داخل الكتاب] .
٣- ذكر- ﵀ حديث عائشة- ﵂: «كان يتختم في يمينه ...» . وهو حديث ضعيف، أخرجه ابن عدي في الكامل عن ابن عمر، وابن عساكر في تاريخ دمشق عن عائشة- حديث الباب-[الجامع الصغير للسيوطي ٥/ ٢٠١ رقم: ٦٩٦٨] وكان الأجدر به أن يذكر الحديث نفسه- «كان يتختم في يمينه» - من البخاري في اللباس، لبس الخاتم، والترمذي في اللباس ١٦: عن ابن عمر، ومسلم والنسائي في الزينة ٤٨: عن أنس، وأحمد وابن ماجه: عن عبد الله بن جعفر.
وبعد: فهذا ما أردت ذكره ليكون الكتاب في صورة مرضية تحقق الغرض الأسمي، والقصد النبيل من إخراجه في هذه الصورة.
وأخيرا، وليس آخرا آمل تقديم ما فيه نفع للإسلام والمسلمين.
1 / 7
والله أسأل أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، إنه نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه: أحمد عبد الله باجور علي الباحث بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر سابقا والمحقق بدار الخضيري للنشر بالمدينة النبوية حاليا
1 / 8
نماذج من صور المخطوطات
1 / 9
نموذج لاسم الكتاب- مستعذب الإخبار-.. وبيان لوجوده بدار الكتب المصرية ورقمه ومقاسه وبيان أنه بخط المؤلف.
ملحوظة الكتاب مصور من معهد المخطوطات.
1 / 11
نموذج اللوحة الأولى من صورة المخطوطة، وبحاشيتها يظهر ما نقله عن ابن خلكان.
1 / 12
نموذج اللوحة الأخيرة من صورة المخطوط وبها تظهر نهاية المخطوط وتاريخ الفراغ من تأليفه- وافق الفراغ من تعليقه أواخر رمضان المعظم سنة اثنين وثلاثين ومائة وألف.
1 / 13
صورة نموذج التقريظ الأول للكتاب بقلم الإمام العالم العلامة شيخ/ محمد المسناوي- ﵀ ورضي عنه- وفيه: الحمد لله وجدت مقيدا على ظهر أول ورقة من الأصل
إن الهلال إذا رأيت نموه ... أيقنت أن سيكون بدرا كاملا
1 / 14
صورة نموذج التقريظ الثاني للكتاب بخط العالم العلامة البركة شيخ/ محمد بن عبد الرحمن- ﵁ ما نصه:
الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما نظرت بعض المواضع من هذا التقييد المفيد ... إلخ.
(١) المراد من قوله أعلاه- التقريظ الأول- للشيخ محمد المسناوي السابق.
1 / 15
صورة نموذج التقريظ الثالث للكتاب بخط العلامة الأفضل شيخ/ محمد بن عبد السلام ... أدام الله النفع به، ما نصه: الحمد لله، يقول كاتبه محمد بن عبد السلام...... قد طالعت هذا الشرح العجيب فأعجب.
1 / 16
نموذج يوضح ملكية الكتاب
1 / 17
مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار شرح «أوجز السّير» لابن فارس كتاب يبحث في السيرة العطرة لأشرف الأنبياء والرسل محمد بن عبد الله ﷺ تأليف الإمام أبي مدين بن أحمد بن محمّد الفاسي المتوفى بعد سنة ١١٣٢ هـ تحقيق أحمد عبد الله باجور الباحث بمجمع البحوث الإسلاميّة بالأزهر سابقا والمحقّق بدار الخضيري للنشر بالمدينة النبوية حاليا
1 / 19
مقدمة المؤلف/ بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا «١» محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله الطيبين، وأصحابه المنتجبين «٢» والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فيقول العبد الفقير إلى الله الغني، أبو مدين بن أحمد بن محمد بن عبد القادر بن علي بن يوسف، كان الله له وليا، وبه حفيا: «٣» هذا تقييد قصدت به شرح مختصر الإمام العلامة، أبي الحسين أحمد «٤» بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب الرازي/ اللغوي في السيرة النبوية، وسميته:
_________
(١) من معاني «المولى»: المعتق- بكسر التاء- والمعتق- بفتحها-، وابن العم، والناصر، والجار، والحليف، والمالك، والعبد، والشريك، ... إلخ» اه، القاموس.
(٢) «المنتجب»: المختار.
(٣) و(الحفي): المبالغ في البر والإلطاف. يقال: حفى به، وتحفى إذا بره. وقال الكسائي: يقال: حفى بي، حفاوة وحفوة. وقال الفراء: إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا [سورة مريم، من الاية ٤٧] أي: عالما لطيفا، يجيا بني إذا دعوته. اه. تفسير القرطبي.
(٤) في نهاية اللوحة [٢/ أ] وفوق لفظ «أحمد» وضع الناسخ علامة الإحالة وفي الحاشية كتب الاتي: قال ابن خلكان: كان- يعني- أحمد بن فارس إماما في علوم [شتى] خصوصا اللغة؛ فإنه أتقنها، وألف كتابه «المجمل» وهو على اختصاره [جمع شيئا كثيرا]، وله كتاب «حلية الفقهاء»، وله رسائل أنيقة، وكان مقيما ب «همذان» وعليه اشتغل «بديع الزمان الهمذاني» صاحب «المقامات» وله أشعار جيدة، منها:
وقالوا كيف حالك قلت خير ... تقضي حاجة وتفوت حاج
إذا ازدحمت هموم الصدر قلنا ... عسى يوما يكون لها انفراج
نديمي هرتي وأنيس نفسي ... دفاتر لي ومعشوقي السراج
... بالري في مقابل ... القاضي «علي بن عبد العزيز ... أبي الحسين أحمد بن فارس صاحب مختصر السيرة» اه، من حاشية اللوحة ٢/ أ، مع الاستعانة بكتاب «وفيات الأعيان) للإمام/ أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، المتوفى (٦٨١ هـ) ١/ ١١٨- ١٢٠ رقم (٤٩)، تحقيق د/ إحسان عباس. طبع دار صادر بيروت. لبنان.
1 / 21
(مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار) .
ومن الله- تعالى- أسأل العصمة، والتوفيق، والهداية لأقوم طريق، وبه- تعالى- أستعين؛ لأنه قوي.
قال المؤلف «١» - رحمه الله تعالى-:
هذا ذكر ما يحق «٢» على المرء المسلم حفظه، ويجب على ذي الدّين معرفته من نسب رسول الله ﷺ، ومولده، ومنشئه، ومبعثه، وذكر أحواله في مغازيه، ومعرفة أسماء ولده «٣»، وعمومته وأزواجه؛ فإن للعارف بذلك رتبة تعلو «٤» على رتبة من جهله، كما أن للعلم به حلاوة في الصدور «٥»، ولم تعمر مجالس الخير بعد كتاب الله ﷿ بأحسن من أخبار رسول الله ﷺ.
وقد أتينا «٦» في مختصرنا هذا من ذلك ذكرا، والله نستهديه التوفيق، وإياه نسأل الصلاة على زين المرسلين وسيد العالمين، وخاتم النبيين، وإمام المتقين «٧» أبي
_________
- ملحوظة: ١- ما بين الأقواس المعكوفة من (الوفيات) لابن خلكان. ٢- مكان النقاط كلمات غير واضحة، مع وجود طمس لبعض الكلمات، والله أعلم.
(١) المؤلف هو: الإمام أحمد بن فارس، وسأضع قوله بين أقواس معكوفة هكذا [] من أول الكتاب إلى آخره مع ضبطها بالشكل- إن شاء الله تعالى-.
(٢) انفردت نسخة المكتبة الأزهرية- ز- دون بقية النسخ بقوله: «... ما يجب ...» بدل قوله: «... ما يحق» وكلاهما صواب.
(٣) في «ز» - وهي رمز نسخة الأزهر، وفي نسخة مصطفى الحلبي المطبوعة ١٣٩٥ هـ/ ١٩٤٠ م، وسوف أرمز لها برمز «ح» - «أولاده» بدل «ولده» وكلاهما صواب؛ لأن الولد يطلق على الواحد والجمع. انظر: (المواهب اللدنية مع شرحها» (١/ ٧١) .
(٤) في نسخة «أ»، وهي النسخة المصورة من معهد المخطوطات بالقاهرة، ونسخة «مظهر الفاروقي» بالجامعة الإسلامية، كتب الناسخ: (تعلوا) بألف بعد واو الفعل، وهذا سهو من الناسخ؛ لأن الفعل المضارع المعتل بالواو، لا تقع بعده الألف.
(٥) في حاشية نسخة [أ، م] ورد «الصدور» . أما بقية النسخ، وهي: [ب، ز، هـ، ط، ح] فقد جاء فيها لفظ «الصدر»، وكلاهما صواب.
(٦) في النسخ [ب، ز، م، هـ، ط، ح] «أثبتنا» بدل «أتينا»، والله أعلم.
(٧) حول ختمه وإمامته للمتقين ﷺ، أخرج ابن ماجه في سننه كتاب (إقامة الصلاة)، باب الصلاة على النبي ﷺ (١/ ٢٩٣) رقم: ٩٠٦: عن عبد الله بن مسعود، قال: «إذا صليتم على رسول-
1 / 22
القاسم «١») .
كنيته ﷺ
/ هذه كنيته ﷺ المشهورة في الأحاديث الصحيحة، وجاء في حديث تكنية
_________
- الله فأحسنوا الصلاة عليه؛ فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه، قال: فقالوا له: فعلمنا. قال: قولوا: «اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك ... إلخ» . اه. ابن ماجه.
(١) عن كنية النبي ﷺ ب أبي القاسم، انظر: (فتح الباري) في المواضع الاتية: أ- كتاب العلم، رقم: ١٢١. ب- كتاب البيوع، ٤/ ٣٣٩ رقمي ٢١٢٠، ٢١٢١. ج- كتاب المناقب ٦/ ٥٦٠، أرقام: ٣٥٣٧، ٣٥٣٨، ٣٥٣٩. وانظر: كتاب، باب قول النبي ﷺ: «سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي» ١٠/ ٥٧١- ٥٧٤ أرقام: ٦١٨٧، ٦١٨٨، ٦١٨٩. وفي شرح بعض الأحاديث المتقدمة قال ابن حجر: الكنية- بضم الكاف وسكون النون- مأخوذة من الكناية، تقول: كنيت عن الأمر بكذا، إذا ذكرته بغير ما يستدل عليه صريحا، وقد اشتهرت الكنى للعرب، حتى ربما غلبت على الأسماء كأبي طالب، وأبي لهب، وغيرهما، وقد يكون للواحد كنية واحدة فأكثر.. إلخ «فتح الباري» . وانظر: صحيح مسلم، كتاب (الاداب)، باب النهي عن التكني ب «أبي القاسم» (٣/ ١٦٨٣) رقم: ٣، ٤، ٥، ٦. وعن حكم التكني ب «أبي القاسم» قال النووي في كتاب (الأذكار)، باب النهي عن التكني بأبي القاسم، ص ٣٧٣ بتحقيقنا، طبع الدار المصرية اللبنانية. قلت: اختلف العلماء في التكني بأبي القاسم على ثلاثة مذاهب: مذهب الشافعي- ﵀ ومن وافقه: إلى أنه لا يحل لأحد أن يتكنى (أبا القاسم) سواء كان اسمه (محمد) أو غيره، وممن روى هذا من أصحابنا، عن الشافعي: الأئمة الحفاظ الأثبات الفقهاء المحدثون: أبو بكر البيهقي، وأبو محمد البغوي، في كتابه «التهذيب» في أول كتاب النكاح، و«أبو القاسم ابن عساكر» في (تاريخ دمشق) . المذهب الثاني: مذهب مالك- رحمه الله تعالى-: أنه يجوز التكني بأبي القاسم؛ لمن اسمه «محمد» ولغيره، ويجعل النهي خاصا بحياة رسول الله ﷺ. المذهب الثالث: لا يجوز لمن اسمه «محمد» ويجوز لغيره. قال الرافعي من أصحابنا: يشبه أن يكون هذا إنكار. هذا الثالث أصح؛ لأن الناس لم يزالوا يكتنون به في جميع الأعمار من غير إنكار، وهذا الذي قاله صاحب هذا المذهب فيه-
1 / 23
«جبريل» ﵇ له ﷺ ب «أبي إبراهيم» «١» .
ومن كناه ﷺ «أبو الطاهر» و«أبو الطيب» «٢» .
وذكر «ابن دحية» أنه يكنى أيضا ب «أبي الأرامل «٣»»، وذكر غيره أيضا ب «أبي المؤمنين» «٤» ﷺ.
_________
- مخالفة ظاهرة للحديث، وأما إطباق الناس على فعله، مع إن المتكنين، والمكنين الأئمة الأعلام، وأهل الحل والعقد، والذي يقتدى بهم في مهمات الدين ففيه تقوية لمذهب «مالك» في جوازه مطلقا، ويكونون قد فهموا من النهي الاختصاص بحياته ﷺ كما هو مشهور من سبب النهي في تكني اليهود بأبي القاسم، ومناداتهم «يا أبا القاسم» للإيذاء، وهذا المعنى قد زال، والله أعلم، وانظر: تهذيب الأسماء واللغات للإمام النووي (١/ ٢٤) . وانظر: تاريخ الإسلام للذهبي- السيرة النبوية- ص ٣٣، حيث قال: (وقد تواتر أن كنيته أبو القاسم) . وانظر: فتح الباري لابن حجر، كتاب (الأدب) (١٠/ ٥٧٢، ٥٧٤) . وانظر: شرح الزرقاني على المواهب اللدنية (٣/ ١٥١) . طبع دار المعرفة.
(١) حديث تكنية «جبريل» رسول الله ﷺ ب «أبي إبراهيم» أخرجه البيهقي في (دلائل النبوة) باب ذكر كنية رسول الله ﷺ (١/ ١٦٣- ١٦٤) بلفظ: عن أنس بن مالك؛ أنه لما ولد «إبراهيم» ابن النبي ﷺ من «مارية» جاريته، كان يقع في نفسي ﷺ منه شيء حتى أتاه جبريل- ﵇ فقال: «السلام عليك يا أبا إبراهيم» . وفي رواية: «يا أبا إبراهيم» . اهـ: دلائل النبوة. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها (٣/ ١٥١- ١٥٢) .
(٢) عن تكنية النبي ﷺ ب «أبي الطيب» و«أبي الطاهر»، وهل هما لقبان لعبد الله؟. قال ابن القيم في (زاد المعاد) ١/ ٨٦: «ثم ولد له عبد الله، وهل ولد بعد النبوة، أو قبلها فيه اختلاف؟. وصحح بعضهم أنه ولد بعد النبوة، وهل هو الطيب والطاهر، أو هما غيره؟ على قولين. والصحيح: أنهما لقبان له، والله أعلم» اهـ: زاد المعاد.
(٣) و«أبو الأرامل» كنيته في التوراة ذكر ذلك الزرقاني في (شرح المواهب) (٣/ ١٥٢) . والأرامل: مفردها: أرملة؛ سميت بذلك لشدة حاجتها، وهي العزباء، ولو غنية خلافا للأزهري، ويحتمل أن المراد الفقراء لإطلاق الأرامل على الفقراء اه: الزرقاني.
(٤) «أبو المؤمنين» يكنى ﷺ بذلك أخذا مما ورد في مصحف «أبي بن كعب» ﵁: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم) [سورة الأحزاب من الاية: ٦] . وأيضا يؤخذ من قراءة «ابن عباس» ﵄ (... من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه) . وقال الإمام النووي في (تهذيب الأسماء واللغات) (١/ ٤١- ٤٧٢): قال البغوي: ويقال للنبي ﷺ أبو المؤمنين والمؤمنات، ونقل الواحدي عن بعض أصحابنا، أنه لا يقال ذلك لقوله- تعالى- ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ [سورة الأحزاب، من الاية: ٤٠]، قال: ونص الشافعي على-
1 / 24
[النسب الزكي الطاهر] «١»
(محمد) «٢» هذا اسمه الذي سماه به جده «عبد المطلب»، وهو منقول من الصفة، سمى به ﷺ لكثرة حمد الخلق له، وكثرة خصاله المحمودة، وقد قيل ل «عبد المطلب»:
_________
- جوازه، أي: أبوهم في الحرمة. قال: ومعنى الاية: ليس أحد من رجالكم ولد صلبه، وفي الحديث الصحيح في سنن أبي داود وغيره: «أن النبي ﷺ قال: «إنما أنا لكم مثل الوالد» . قيل: في الشفقة، وقيل: ألّا تستحيوا من سؤالي عما يحتاجون إليه من أمر العورات وغيره. وقيل: في ذلك كله وغيره، وقد أوضحت ذلك كله في كتاب الاستطابة من شرح المهذب..» اه تهذيب الأسماء. وانظر: المواهب اللدنية مع شرحها (٣/ ١٥٢)، وانظر: كتاب (البهجة السوية في الأسماء النبوية) للإمام السيوطي/ بتحقيقنا فصل (الكنى) ص ٢٧٥- ٢٧٨. طبع الدار المصرية اللبنانية ط ١، شوال ١٤٢١ هـ الموافق يناير ٢٠٠١ م.
(١) العناوين الموضوعة بين الأقواس المعكوفة هكذا [] من هنا إلى «الغزوات» ليست في أصول الكتاب، وإنما هي من وضعنا تمشيا مع ما هو موجود في بعض حواشي نسخ «أوجز السير» لابن فارس.
(٢) «محمد»: كما في (الاشتقاق) لابن دريد ١/ ٨ «مشتق من الحمد، وهو مفعّل، ومفعّل: صفة تلزم من كثر منه ذلك الشيء، وسمي ﷺ «محمدا»؛ لأنه حمد مرة بعد مرة، كما تقول: كرمته فهو مكرم، وعظمته فهو معظم، إذا فعلت به مرارا ... إلخ» اه: الاشتقاق، تحقيق الأستاذ عبد السلام هارون، طبع ونشر مكتبة الخانجي. وقال الإمام ابن القيم في كتابه (جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام) - الفصل الثالث- في معنى اسم النبي ﷺ، واشتقاقه (١/ ١٣٣، ١٣٤): «هذا الاسم- يعني محمدا- هو أشهر أسمائه- ﷺ، وهو اسم منقول من الحمد، وهو في الأصل اسم مفعول من الحمد، وهو يتضمن الثناء على المحمود، ومحبته وإجلاله وتعظيمه، هذا هو حقيقة الحمد، وبنى على زنة «مفعل» ... لأن هذا البناء موضوع للتكثير؛ فإن اشتق منه اسم الفاعل، فمعناه من كثر صدور الفعل منه مرة بعد مرة كمعلم ... وإن اشتق منه اسم مفعول فمعناه من كثر تكرر وقوع الفعل عليه مرة بعد أخرى، إما استحقاقا، أو وقوعا. محمد هو الذي كثر حمد الحامدين له مرة بعد أخرى، أو الذي يستحق أن يحمد مرة بعد أخرى ... وهذا علم وصفة اجتمع فيه الأمران في حقه ﷺ، وإن كان علما مختصا في حق كثير ممن تسمى به غيره. وهذا شأن أسماء الرب تعالى، وأسماء كتابه، وأسماء أسماء نبيه هي أعلام دالة على معان هي بها أوصاف فلا تضاد فيها العلمية الوصف بخلاف غيرها من أسماء المخلوقين ... إلخ» اه: جلاء الأفهام ... تحقيق محيى الدين مستو. طبع دار التراث بالمدينة النبوية. انظر ص ١٤٧ من نفس المرجع. وانظر: زاد المعاد لابن القيم بحاشية لمواهب اللدنية للزرقاني (١/ ٦٨) .
1 / 25