155

Mushkil Hadith

مشكل الحديث وبيانه

Investigator

موسى محمد علي

Publisher

عالم الكتب

Edition Number

الثانية

Publication Year

1985 AH

Publisher Location

بيروت

وَالْهَاء عَائِدَة فِي سبحات وَجهه إِلَى المحجوب لَا إِلَى الله ﷿ لِأَن هَذَا الْوَصْف لَا يَلِيق بِهِ سُبْحَانَهُ لما ذكرنَا أَنه يَسْتَحِيل أَن يكون محجوبا أَو محتجبا
وَقَالَ بَعضهم معنى قَوْله حجابه النَّار أَي جعل خلقه محجوبا بِهَذَا
وَرُوِيَ فِي بعض الْأَخْبَار أَن حجابه النُّور وَلَيْسَ بتفاوت معنى النَّار والنور وَمعنى الْإِضَافَة فِي الْحجاب إِلَيْهِ من طَرِيق الْجعل والخلق وَهُوَ أَن جعل الْخلق محجوبا بِهِ لِأَنَّهُ يحتجب بِهِ
فَإِن قَالُوا فعلى مَاذَا تحملون مَا رُوِيَ عَن ابْن عمر أَنه قَالَ
احتجب الله من خلقه بِأَرْبَع بِنَار وظلمة وَنور وظلمه
قيل قد ذكر بعض أهل الْعلم فِي ذَلِك تَأْوِيل أَن مَعْنَاهُ أَن الله عرفنَا نَفسه بآياته ودلائله فَقَالَ لَهُ آيَات لَو ظَهرت لِلْخلقِ كَانَت معرفتهم بِهِ كمعرفة العيان كَمَا ذكر فِي قَوْله سُبْحَانَهُ ﴿فظلت أَعْنَاقهم لَهَا خاضعين﴾
وَقَالَ مُحَمَّد بن شُجَاع الثَّلْجِي
معنى قَوْله احتجب بالنَّار أَي خلقهَا دون تِلْكَ الدلالات الَّتِي تبهر الْعُقُول وتدل على مَعْرفَته حَتَّى تصير كمعرفة العيان
وَهَذَا الْخَبَر إِذا حمل تَأْوِيله على مَا ذكر الثَّلْجِي كَانَ معنى الإحتجاب عَن الْخلق أَنه جعل دلَالَة فَوق دلَالَة وَدلَالَة أظهر من دلَالَة وَيرجع فِي التَّحْقِيق إِلَى

1 / 216