مئة ألف أو يزيدون (1) فلما كان يوم الموقف بعرفات نادى في الناس: «علي مني، وانا من على، ولا يؤدي عني إلا أنا وعلي (2) » (3) ، ولما قفل بمن معه من تلك الألوف وبلغوا وادي خم، وهبط عليه الروح الأمين بآية التبليغ عن رب العالمين، حط صلى الله عليه وآله وسلم، هناك رحله، حتى لحقه من تأخر عنه من الناس، ورجع اليه من تقدمه منهم، فلما اجتمعوا صلى بهم الفريضة، ثم خطبهم عن الله عز وجل فصدع بالنص في ولاية علي، وقد سمعت شذرة من شذوره، وما لم تسمعه أصح وأصرح، على أن فيما سمعته كفاية، وقد حمله عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كل من كان معه يومئذ من تلك الجماهير، وكانت تربو على مئة الف نسمة (4) من بلاد شتى، فسنة الله عز وجل، التي لا تبديل لها في خلقه تقتضي تواتره مهما كانت هناك موانع تمنع من نقله، على أن لأئمة أهل البيت طرقا تمثل الحكمة في بثه واشاعته.
4 وحسبك منها ما قام به أمير المؤمنين أيام خلافته، إذ جمع الناس في الرحبة فقال: «أنشد الله كل امرىء مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول يوم غدير خم ما قال، الا قام فشهد بما سمع، ولا يقم الا من رآه بعينيه وسمعه بأذنيه، فقام ثلاثون صحابيا فيهم اثنا عشر بدريا، فشهدوا أنه أخذ بيده، *** 326 )
Page 321