163

Munyat Murid

منية المريد

Genres

باطل ويقدح في قائله بكل ما يتصور فيثور التشاجر بين المتماريين كما يثور التهارش بين الكلبين يقصد كل منهما أن يعض صاحبه إنما هو أعظم نكاية وأقوى في إفحامه وإنكائه. وعلاج ذلك أن يكسر الكبر الباعث له على إظهار فضله والسبعية الباعثة له على تنقيص غيره بالأدوية النافعة في علاج الكبر والغضب من كتابنا المتقدم ذكره في أسرار معالم الدين (1) أو غيره من الكتب المؤلفة في ذلك. ولا ينبغي أن يخدعك الشيطان ويقول لك أظهر الحق ولا تداهن فيه فإنه أبدا يستجر الحمقى إلى الشر في معرض الخير فلا تكن ضحكة الشيطان يسخر بك فإظهار الحق حسن مع من يقبل منه إذا وقع على وجه الإخلاص وذلك من طريق النصيحة بالتي هي أحسن لا بطريق المماراة. وللنصيحة صفة وهيئة ويحتاج فيها إلى التلطف وإلا صارت فضيحة فكان فسادها أعظم من صلاحها. ومن خالط متفقهة هذا الزمان والمتسمين بالعلم غلب على طبعه المراء والجدال وعسر عليه الصمت إذا ألقى عليه قرناء السوء أن ذلك هو الفضل ففر منهم فرارك من الأسد.

الثالث

[3-] أن لا يستنكف من التعلم والاستفادة ممن هو دونه

في منصب أو سن أو شهرة أو دين أو في علم آخر بل يستفيد ممن يمكن الاستفادة منه ولا يمنعه ارتفاع منصبه وشهرته من استفادة ما لا يعرفه فتخسر صفقته ويقل علمه ويستحق المقت من الله تعالى

وقد قال النبي ص الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها (2) .

Page 173