Mukhtaṣar Maʿārij al-Qubūl
مختصر معارج القبول
Publisher
مكتبة الكوثر
Edition Number
الخامسة
Publication Year
١٤١٨ هـ
Publisher Location
الرياض
Genres
أسعد الناس بشفاعته ﷺ -:
رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ أَنَّهُ قال: قلت: يا رسول لله مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: (لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا من قلبه) (١) .
***
وفيما يلي
الأبيات المتعلقة بما سبق من الكلام في الإيمان باليوم الآخر وما يدخل فيه:
وبالميعاد أَيْقِنْ بِلَا تَرَدُّدِ ... وَلَا ادِّعَا عِلْمٍ بِوَقْتِ الْمَوْعِدِ
لَكِنَّنَا نُؤْمِنْ مِنْ غَيْرِ امْتِرَا ... بِكُلِّ مَا قَدْ صَحَّ عَنْ خَيْرِ الْوَرَى
مِنْ ذِكْرِ آيَاتٍ تَكُونُ قَبْلَهَا ... وَهْيَ عَلَامَاتٌ وَأَشْرَاطٌ لَهَا
(١) ويعلم منه أن أولئك الذين اتخذوا من إثبات الشفاعة مبررًا للتعلق بالمخلوقين والموتى والأولياء المزعومين وقبورهم بحجة الطمع في شفاعتهم حتى صرفوا لهم كثيرًا من العبادات كالدعاء والنذر والذبح والطواف وغير ذلك طلبًا للشفاعة منهم، هم أبعد الناس عن الفوز بشفاعته ﷺ لأنهم لم يخلصوا العبادة لله، وأتوا من الشرك ما يناقض قول لا إله إلا الله، وساروا على نهج المشركين الذين قالوا: ﴿ما نعبدهم إلا ليقربون إلى الله زلفى﴾ [الزمر: ٣]، وإنما الشفاعة جميعًا لله ﷿، هي ملك له ولا تكون إلا بإذنه ورضاه كما سبق وهي فضله يتفضل به على من يشاء برحمته من أهل التوحيد ويظهره على يد من يريد إكرامه وإعلاء شأنه من عباده الصالحين فالأولى التعلق بالله ﷿ الاعتماد عليه في ذلك وإخلاص العبادة والمحبة والتذلل له سبحانه علّه يرحمنا ويُشَفِّع فينا عباده الصالحين. والله تعالى أعلم.
1 / 273