Mukhtasar Ma'arij al-Qubool
مختصر معارج القبول
Publisher
مكتبة الكوثر
Edition Number
الخامسة
Publication Year
١٤١٨ هـ
Publisher Location
الرياض
Genres
٦-الخشية: وهي مرادفة للخوف، وقيل يغلب في الخشية اقترانها بالمحبة، قال تعالى: ﴿فلا تخشوهم واخشوني﴾ (١)، وَقَالَ تَعَالَى فِي مَدْحِ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ: ﴿إِنَّ الذين هم من خشية ربهم مشفقون﴾ (٢) وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مشفقون﴾ (٣)، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وخشي الرحمن بالغيب﴾ (٤) وَقَالَ تَعَالَى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ الله﴾ (٥)، وقال تعالى: ﴿هذا ما توعدون لكل أوّب حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ منيب﴾ (٦)، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا﴾ (٧)، وَلِلتِّرْمِذِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَا يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ في منخري مسلم أبدًا) (٨)، وعن أَبِي أُمَامَةَ رِضَى اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: (لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَطْرَتَيْنِ وَأَثَرَيْنِ: قَطْرَةِ دُمُوعٍ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَقَطْرَةِ دم تراق فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَمَّا الْأَثَرَانِ فَأَثَرٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَثَرُ فَرِيضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ تعالى) . رواه الترمذي وقال حديث حسن (٩) .
(١) البقرة: ١٥٠. (٢) المؤمنون: ٥٧. (٣) المعارج: ٢٧. (٤) يس: ١١. (٥) الزمر: ٢٣. (٦) ق: ٣٢، ٣٣. (٧) لقمان: ٣٣. (٨) صحيح. صحيح الجامع الصغير ٧٦٥٥. (٩) وحسنه الألباني..تخريج المشكاة ٣٨٣٧، قال ابن العربي: الأثر ما يبقى بعده من عمل يجري عليه أجره من بعده ومنه قوله تعالى: ﴿ونكتب ما قدموا وآثارهم﴾ وقال غيره: ما يبقى من رسوم الشيء، وحقيقته ما يدل على وجود الشيء، والمراد خطوة الماشي وخطوة الساعي في فريضة من فرائض الله أو ما بقي على المجاهد من أثر الجراحات وعلى الساعي المتعب نفسه في أداء الفرائض والقيام بها والكد فيها كاحتراق الجبهة من حر الرمضاء التي يسجد عليها وانفطار الأقدام من برد ماء الوضوء ونحو ذلك. (فيض القدير ٥/٣٦٥) .
1 / 117