بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف
يقول الشيخ الإمام العالم العلامة المحقق المدقق بقية السلف الحافظين، عمدة الخلف اللافظين منهاج المريدين، حاوي زبد المتقين، روضة الطالبين، منبه الغافلين، الراجي عفو ربه الكريم الغفار (سراج الدين أبو حفص عمر بن قاسم ابن محمد الأنصاري المقرئ المصري النشار) رحمه الله تعالى ونفعنا والمسلمين ببركاته وعلومه آمين.
الحمد لله حق حمده، وصلاته وسلامه على محمد خير خلقه ورضي الله عن أصحابه أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فقد سألني بعض أصدقائي ومن هو من إخواني في الله وأحبائي أن أجمع له كتابا في القراءات السبع المتواترة التي لا يتوجه عليها المنع وأن أذكر ما لكل شيخ أو راو من الخلاف، وإن تكرر فبالذكر قد أخبر الله تعالى أن القرآن العظيم تيسر، إلا أن يكون الخلاف مما يكثر دوره كالمد والقصر والإدغام الكبير لأبي عمرو، وصلة ميم الجمع لابن كثير وقالون وهاء الكناية لابن كثير والنقل لورش، وترقيق الراءات له، وتغليظ اللامات له والسكت لحمزة وعدم الغنة لخلف، والفتح والإمالة وبين اللفظين وأحكام النون الساكنة والتنوين، ووقف حمزة وهشام على الهمز، ووقف الكسائي على هاء التأنيث، وما أشبه ذلك، فيكفي فيه أولا ما يذكر.
فأجبته إلى ذلك وأحببت أن أضيف إليه ما بين كل سورتين من الوجوه المضروبة بالعدد المعتبر، وما في الوقف على المد العارض مما اتفق عليه أهل الخبر والنظر، وكيف يقف عليه حمزة وهشام إلي غير ذلك من الأحكام وأن يكون
1 / 16