Muhibb Wa Mahbub
المحب والمحبوب و المشموم و المشروب
كأنّها عُمرُ الفتى ... والنارُ فيها كالأجلْ
كشاجم:
سجاياكَ في طِيبِ أعراقِها ... تُباري النجومَ بإشراقِها
وما للعُفاةِ غِياثٌ سواكَ ... كأنّكَ ضامنُ أرزاقِها
وليلةَ ميلادِ عيسى المسي ... حِ قدْ طالبتْني بميثاقِها
فتلكَ قدوري على نارِها ... وفاكهَتي فوقَ أطباقِها
وبنتُ الدنانِ فقدْ أُبرزَتْ ... من الخِدْرِ تُجلى لعُشّاقِها
وقدْ قامَتِ السُّوقُ بالمُسمِعاتِ ... وبالمُسمعينَ على ساقِها
فكُنْ مُهديًا لي فدتْك النفوسُ ... فجودك مُسْكَةُ أرماقِها
نظائرَ صُفْرًا غدَتْ فِتنةً ... بلَطْفِ أناملِ خَلاّقِها
فللسندِ صُفرةُ ألوانِها ... وللرومِ زُرقةُ أحداقِها
ومثلَ الأفاعي إذا أُلهبَتْ ... حريقًا مخافةَ دِرياقِها
الخبزرُزّي في السراج:
وحيّةٍ في رأسِها دُرّةٌ ... تسبحُ في بحرٍ قصيرِ المدى
إنْ بَعُدَتْ كان العمى حاضرًا ... وإنْ دنَتْ بانَ سبيلُ الهُدى
آخر:
صُفرُ الجُسومِ كأنّها ... خُلقَتْ من الذهَبِ المُذابِ
وكأنَّ ماءَ الحُسنِ إذْ ... شَرِقَتْ بهِ ماءُ الشبابِ
وإنْ اعترَتْها مَرْضَةٌ ... فشفاؤُها ضرْبُ الرِّقابِ
آخر:
شموعٌ كقاماتِ الغواني موائلٌ ... تَمايَلُ أمثالَ الغصونِ النواضِرِ
رماحٌ من التبرِ المُذابِ وفوقَها ... أكاليلُ نارٍ كالنجومِ الزواهرِ
ابن الرومي:
مائلاتٌ كأنّهنَّ رماحٌ ... مُشرّعاتٌ إلى الدُّجى بشَرارِ
فمكانُ القناةِ قامةُ تِبرٍ ... ومكانُ السِّنانِ شعلةُ نارِ
الباب الثامن عشر في
الشرب بالنهار على الرياحين
ابن المعتز:
اشرَبِ الراحِ في شبابِ النهارِ ... وانْفِ همّي بالخَندريسِ العُقارِ
قدْ تولّتْ زُهرُ النجومِ وقدْ بشّر بالصبحِ طائرُ الأسحارِ
ما ترى نعمةَ السماءِ على الأر ... ضِ وشُكرَ الرياضِ للأمطارِ
وغناءَ الطيورِ كلَّ صباحٍ ... وانفتاقَ الأشجارِ بالأنوارِ
فكأنَّ الربيعَ يجلو عروسًا ... وكأنّا من قَطرِهِ في نِثارِ
أبو عبادة:
ألا رُبَّ يومٍ لي من الراحِ رَدَّ لي ... شبابيَ موفورًا وغَيّي مُتَمَّما
لدُنْ غُدوةٍ حتى أتى الليلُ ناشرًا ... على أفقِهِ عُرفًا منَ الليلِ أسْحما
ابن المعتز:
إنّما أشتهي الصبوحَ على وج ... هِ سماءٍ صَقيلةِ الجِلبابِ
في غداةٍ قدْ متعتْكَ ببردِ ال ... ماءِ في يومِها وصفوِ الشرابِ
ونسيمٍ من الهواءِ تمشّى ... فوقَ روضٍ نَدٍ جديدِ الشبابِ
من عُقارٍ في كأسِها مثلِ شمسٍ ... طلعَتْ في غلالة منْ سَرابِ
وكأنَّ الشمسَ المنيرةَ دينا ... رٌ جَلَتهُ حَدائدُ الضَّرّابِ
صريع الغواني:
ويومٍ من اللذاتِ خالَسْتُ عيشَهُ ... رقيبًا على اللذاتِ غيرَ مُغفّلِ
فكنتُ نديمَ الكأسِ حتى إذا طغَتْ ... تعوَّضْتُ عنها ريقَ حَوراءَ عَيطَلِ
نَهانيَ عنها حُبُّها أنْ أريبَها ... بسوءٍ فلم أفتِكْ ولم أَتبتَّلِ
أخذتُ لطرفِ العينِ منها نصيبَهُ ... وأخلَيتُ من كفّي مكانَ المُخلخَلِ
سقَتْني بعينَيْها الهوى وسقيتُها ... فدَبَّ دبيبَ الراحِ في كلِّ مفصلِ
العطوي:
أدرتُها والبساطُ مُنتزَهٌ ... حمراءَ في لؤلؤٍ من الحبَبِ
فوقَ قصورٍ على مُشْرَفَةٍ ... تضيءُ والليلُ أسودُ الحُجُبِ
بيضٌ إذا الشمسُ حانَ مغربُها ... حسبْتَ أطرافَهُنَّ منْ ذهَبِ
وله:
قبّحَ اللهُ أوّلَ الناسِ سنَّ الشربَ ليلًا ماذا أتى من عارِ
إنّ َشربَ النبيذِ سيْرٌ إلى الله ... وِ وخيرُ المسيرِ صدرُ النهارِ
ما رأيْنا لكوكبِ الصبحِ شِبهًا ... كنديم مُساعدٍ وعُقارِ
وغناءٍ يفتُّ في عضُدِ الحِل ... مِ ويُزري على النُّهى والوقارِ
وأحاديثَ في خلالِ الأغاني ... كابتسامِ الرياضِ غِبَّ القِطارِ
آخر:
أدرتُها والبساطُ مُنتزَهٌ ... للعينِ فيهِ ما تلذُّ وتشتهي
1 / 137