Muhammad
محمد صلى الله عليه وسلم
Genres
Prophetic Biography
-قال يا رسول الله قد كذبوك وأخرجوك وقاتلوك ما أرى م رأى أبو بكر. ولكني أرى أن تمكنني من (فلان) قريب لعمر فاضرب عنقه وتمكن عليًا من عقيل أخيه فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من العباس أخيه فيضرب عنقه حتى يعلم أنه ليس في قلوبنا رحمة على المشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم. وعلى كل حال كان رأي عمر ضرب أعناق الأسرى فأعرض عنه رسول الله ﷺ.
أما علي ﵁ فلم يذكر عنه جواب مع أنه أحد الثلاثة المستشارين. قال العلامة الزرقاني لأنه لما رأى تغير المصطفى ﷺ حين اختلف الشيخان لم يجب أو لم تظهر له مصلحة حتى يذكرها.
وكان رأي عبد الله بن رواحة احراقهم في واد كثير الحطب.
لكن رسول الله أخذ برأي أبي بكر ﵁. وقال لا يفلتن أحد منهم إلا بفداء أو ضرب عنق. وأنزل الله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخشنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَالله يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَالله عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَوْلاَ كِتَابٌ مِنَ الله سَبَقَ لَمَسّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله غَفُور رَحِيم﴾ فبكى النبي ﷺ وأبو بكر ﵁. وقال رسول الله ﷺ: إن كاد ليمسنا في خلاف ابن الخطاب عذاب عظيم ولو نزل العذاب ما أفلت منه إلا ابن الخطاب. ولم يقل وابن رواحة لأنه أشار باضرام النار وليس بشرع.
وهذه الآية لرأي عمر ﵁. وهذا من المواضع التي جاء القرآن فيها موافقًا لقول عمر ﵁ وهي كثيرة نحو بضع وثلاثين أفردت بالتأليف.
ولما استقر الأمر على الفداء فرق رسول الله ﷺ الأسرى في أصحابه. وكان أول أسير فدى أبو وداعة الحارث. فداه ابنه المطلب (وكان كيسًا تاجرًا) بأربعة آلاف درهم ثم أسلم وقد عده بعضهم من الصحابة. وعند ذلك بعثت قريش في فداء الأسارى. وكان الفداء فيهم على قدر أموالهم وكان من أربعة آلاف درهم إلى ثلاثة إلى ألفين إلى ألف.
وكان من الأسرى أبو العاص بن الربيع فإنه أسلم بعد ذلك وهو زوج زينب بنت النبي ﷺ ورضي عنها. وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد ﵂ أخت خديجة أم المؤمنين. ولم يكن في ذلك الوقت تزوج الكافر بالمسلمة محرمًا، وإنما حرم ذلك بعد لأن الأحكام إنما شرعت بالتدريج.
وقدمت زينب المدينة بعد شهر من بدر. وقد جاء بها زيد بن حارثة بأمر رسول الله ﷺ ثم أسلم زوجها وهاجر وردها إليه ﷺ بغير عقد بل بالنكاح الأول. وقيل عقد عليها قعد آخر وولدت له (أمامة) التي كان يحملها ﷺ على ظهره وهو يصلي. ثم لما كبرت تزوجها علي ﵁ بعد خالتها فاطمة ﵂ بوصية من فاطمة لعلي بذلك.
ومنَّ رسول الله ﷺ على نفر من الأسرى بغير فداء منهم أبو عزة عمرو الجمحي الشاعر. وقد كان يؤذي النبي ﷺ والمسلمين بشعره. فقال: يا رسول الله إني فقير وذو عيال وحاجة قد عرفتها فأمنن عليه رسول الله ﷺ وأطلقه وأخذ عليه عهدا أن لا يظاهر عليه أحدًا. ولما وصل إلى مكة قال سحرت محمدًا ورجع لما كان عليه من الإيذاء بشعره ولما كان يوم أحد خرج مع المشركين يحرض على قتال المسلمين بشعره فأسر فأمر النبي ﷺ بضرب عنقه. فقال: اعتقني وأطلقني فإني تائب. فقال ﷺ "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" فضربت عنقه وحمل رأس إلى المدينة وأنزل الله فيه ﴿وَإنْ يُرِيدُوا خِياَنَتَكَ فَقَدْ خَانُوا الله مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهمْ﴾ .
1 / 250