178
-عائشة ﵂ هي بنت أبي بكر الصديق وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر. ولدت في السنة الثامنة أو التاسعة قبل الهجرة (٦١٣-٦١٤ م) تزوجها رسول الله ﷺ بمكة في شهر شوال قبل الهجرة وكان صداقها أربعمائة درهم وكانت أحب نسائه إليه وكنيتها أم عبد الله كنيت بابن أختها أسماء وهي أم عبد الله بن الزبير وكان يدعوها أما لأنه تربى في حجرها وروت عن النبي ﷺ أكثر من ألف حديث وكانت من أكبر النساء عقلا. فصيحة الكلام صحيحة المنطق تحفظ كثيرا من القصائد كريمة لا تدخر شيئا. أحفظ أهل زمانها للحديث وقد روت عنها الرواة من الرجال والنساء. وأثبت بعض المؤرخين أن عائشة كان لديها نسخة من القرآن (١) وقبض رسول الله وهي بنت ثمان عشرة ولم يتزوج بكرًا غيرها وقبض رسول الله ورأسه في حجرها ودفن في بيتها وتوفيت سنة سبع وخمسين للهجرة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان (١٣ يولية سنة ٦٧٨ م) وقد قاربت سبعًا وستين سنة وصلى عليها أبو هريرة بالبقيع ودفنت ليلا وذلك زمن ولاية مروان بن الحكم على المدينة في خلافة معاوية وكان مروان استخلف أبا هريرة لما ذهب إلى العمرة في تلك السنة. روى القاسم بن محمد عن عائشة ﵂ أنا قالتك فضلت أزواج النبي ﷺ بعضر خصال: تزوجني رسول الله ﷺ بكرًا دون غيري. وأبواي مهاجران. وجاء جبريل ﵇ في حريرة. وأمره أن يتزوج بي. وكنت أغتسل معه في أناء واحد. وجبريل ﵇ ينزل عليه بالوحي وأنا معه في لحاف واحد. وتزوجني في شوال وبنى في ذلك الشهر. وقبض بين سحري ونحري وأنزل الله تعالى عذرى من السماء ودفن في بيتي وكل ذلك لم يساوني غيري فيه (٢) .

(١) راجع دائرة المعارف الاسلامية تحت اسم عائشة (Aisha) . (٢) راجع تفسير الفخر الرازي الجزء الرابع صفحة ٦٥٦.

1 / 178