Muhammad Iqbal
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
Genres
إذا نظرنا في تاريخ الثقافة الإسلامية فرأيي أن الفن الإسلامي فيما عدا العمارة «الموسيقى والتصوير بل الشعر» لما يولد، أعني الفن الذي يقصد إلى أن يتخلق الإنسان بأخلاق الله. والذي يمد الإنسان بإلهام لا ينقطع «أجر غير ممنون»، ثم يحقق له خلافة الله في الأرض.
ذلكم طموح إقبال في الفنون وأمله فيها، وذلكم ما اجتهد طول عمره أن يحققه في شعره، وفلسفته.
وفي ديوان زبور العجم منظومة طويلة بين فيها إقبال أثر الحرية والعبودية في الفنون، ووصل الفن بقلب الإنسان وروحه، بل وصله بالله تعالى، إذ جعل الفنان الحق هو الذي يسمو بنفسه محاولا أن يتصف بصفات الله.
ويرى القارئ في هذا الفصل شواهد من هذه المنظومة حين الكلام في التصوير والموسيقى والعمارة.
يذهب إقبال في الفنون مذهبا يلائم فلسفته التي أجملتها للقارئ في هذا الكتاب: قوام الحياة الذاتية، ومقصود الحياة تقوية الذاتية، وتكميلها وشحذها وإشعالها. وتقوى الذات من تخليق المقاصد والآمال. والذات بعشق آمالها، والسير إليها، واقتحام العقبات من أجلها، واحتقار الأهوال في سبيلها؛ تذلل كل صعب، وتيسر كل عسير، وتدني كل قصي، وتسخر كل شيء.
وقد طبق إقبال مذهبه هذا في كل شئون الحياة: (أ) الخير ما يقوي الذات وينميها ويكملها، والشر ما يضعفها وينقصها.
وفي القرآن الكريم:
قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها .
وهذا قياس كل شئون الحياة وعقائد الإنسان وأعماله:
الدين والفن والتدبير والخطب
Unknown page