بلغة القرآن، والأصول التي تهدي إلى الفهم الصحيح للمفردات وتسد مداخل الوهم والغلط فيها. وهي -كما علمنا في الفقرة السابقة- ثلاث مقدمات:
١ - في مقصد الكتاب وحاجتنا إليه.
٢ - في الأصول اللسانية.
٣ - في كون القرآن خاليًا عن الغريب.
ولو قدر للمؤلف صنعة الكتاب على الوجه الذي يرتضيه، وفصل النصوص الناقصة التي وردت في المسودة، وتناول بعض المسائل التي صرح بأنها أهم ما يتكلم عليه في المقدمة نحو التحذير من أخذ المعاني الحديثة، وذكر الأسباب المفضية إلى تغير معاني الألفاظ، لازداد عدد المقدمات وحجمها وغناؤها.
وقد نقلت خلاصة المقدمة الأولى من قبل في بيان أسباب التأليف، ونلمع هنا إلى مضمون المقدمتين الثانية والثالثة. أما المقدمة الثانية فقسم فيها المؤلف الكلمة إلى أربعة أقسام للتنبيه على مواضع الوهم منها وهي:
١ - الكلمة المشكلة على غير العرب أو غير العارف بلغتهم.
٢ - الكلمة المشتركة بين معنيين أو أكثر.
٣ - الكلمة الجامعة المعاني.
٤ - الكلمة المرادفة.
وقد اهتم المؤلف بالقسمين الأخيرين، لأن أكثر ما يقع الوهم فيهما، أما المرادفة فهي نوعان: الأول ما يطابق مرادفه مطابقة تامة، والثاني ما يوافقه من بعض الوجوه. ويرى المؤلف أن النوع الأول قليل جدًا، وأما الثاني فهو كثير جدًا، وفيه معظم الوهم. ثم ذكر أن من أنفع شيء في فهم الكلمات المرادفة معرفة تفسير الصحابة والتابعين، فإنهم كثيرًا ما فسروا الكلمة بمرادفها حسب ما أريد في موضعها، ولكن الخطأ الذي وقع فيه المتأخرون أنهم توهموهما مترادفين من جميع الوجوه فأخطأوا صحيح معنى الكلمة.
1 / 60