209

Mudkhal Kabir

Genres

فلهذه العلل صارت درج أشراف الكواكب في هذه المواضع ومن صواب هذا العمل وحقيقته أن درج شرف الكواكب العلوية وقعت في الأوتاد ودرج شرف الكواكب السفلية صارت في المواضع الموافقة لها ليكون كل واحد منها إذا كان في تلك الدرجة كان في غاية إظهار طبيعته وصارت درج السعود قبل درج النحوس المخالفة لها لأن ابتدائات الكون للسعود ثم يتعقبها الفساد التي هي من دلالات النحوس

فأما قوم فاعتلوا في بعد تلك الدرج في المريخ والزهرة بأن قالوا إذا كان المشتري في درجة طالع العالم فهو مواز لدرجة المريخ وقد علمنا أن النحوس تضر بالسعود فأردنا أن نجعل لبعد ما بينهما حدا معلوما فاستدللنا عليه من بعد القمر من الشمس ورؤيته لأن دلالتهما على ما يحدث في هذا العالم أظهر من دلالة سائر الكواكب وعلى قدر بعده منها يكون كثرة التغييرات في الأشياء ووجدنا القمر إنما يكون عامة رؤيته إذا تباعد عنها اثنتي عشرة درجة وصار في الدرجة الثالثة عشر فزدنا على النصف من الجدي ثلاث عشرة درجة بالفلك المستقيم فوقع في الدرجة الثامنة والعشرين منه

Page 492