180

Mudkhal Kabir

Genres

وأما القمر فإنه مختلف الطبيعة على قدر اختلاف فصول السنة لأنه في الربع الأول من الشهر تكون طبيعته حارة رطبة والطبيعة اللازمة له في هذا الربع هي الرطوبة فإذا كان في هذا الربع صاعدا في فلك أوجه كانت طبيعته قوية الحرارة ضعيفة الرطوبة وإن كان هابطا فيه كانت طبيعة الرطوبة المفرطة عليه أغلب فأما في الربع الثاني من الشهر فإن طبيعته تكون حارة يابسة والطبيعة اللازمة له في هذا الربع هي الحرارة فإذا كان صاعدا في فلك أوجه في هذا الربع فإنه يكون الغالب على طبيعته الحرارة واليبس الشبيهة بالمفرطة وإن كان هابطا كانت طبيعته حارة رطبة معتدلة وأما في الربع الثالث من الشهر فإن طبيعته تكون باردة يابسة والطبيعة اللازمة له في هذا الربع هي اليبس فإذا كان في هذا الربع صاعدا قو يت طبيعة اليبس عليه وكان قليل البرد وإذا كان هابطا كانت طبيعة البرد عليه أغلب ويكون فيه طرف من اليبس وفي الربع الرابع من الشهر تكون طبيعته باردة رطبة والطبيعة اللازمة له في هذا الربع البرد فإذا كان صاعدا كانت طبيعة البرد عليه أغلب ويكون فيه طرف قليل من الرطوبة وإذا كان هابطا كان الغالب على طبيعته الرطوبة المفرطة مع طرف قليل من البرد وحال القمر في مكانه من البروج وسائر الحالات في تغيير طبيعته كحال غيره من الكواكب

وأما الكواكب الثلاثة العلوية فإنها من وقت تشريقها من الشمس إلى المقام الأول طبيعتها الرطوبة ومن المقام الأول إلى استقبالها الشمس طبيعتها الحرارة ومن ذلك الوقت إلى المقام الثاني طبيعتها اليبس ومن المقام الثاني إلى دخولها تحت الشعاع طبيعتها البرودة

وأما عطارد والزهرة فإنهما من وقت تشريقهما وهما راجعان إلى أن يستقيما طبيعتهما الرطوبة ومن وقت استقامتهما إلى أن يقارنا الشمس طبيعتهما الحرارة ومن مقارنتهما الشمس وتغريبهما إلى أن يقيما طبيعتهما اليبس ومن وقت رجوعهما إلى أن يقارنا الشمس طبيعتهما البرد

Page 424