111

Mudhakkirat

مذكرات هدى شعراوي

Genres

حضرة صاحب الفضيلة شيخ الجامع الأزهر

تقدم جمعية الاتحاد النسائي المصري التي تكونت بالقاهرة في شهر شعبان الماضي لفضيلتكم جزيل شكرها وعظيم امتنانها وسرورها للمذكرة التي قدمها فضيلتكم لصاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء بخصوص محاربة المسكرات، وترى الجمعية في قيام فضيلتكم بهذا الواجب أكبر عون على تقليل شر هذه الموبقة وتطهير البلاد من أثر أم الخبائث.

ومما يزيد الجمعية سرورا أنها تجد في عمل فضيلتكم مساعدا قويا لتحقيق المادة السابعة من قانونها الذي تسعى بكل قواها لتنفيذه نظرا لمقام فضيلتكم الديني، وترجو الجمعية أن تكون هذه المذكرة أول حلقة من سلسلة مذكرات البلد في أشد الحاجة إليها ... وترجو أن يكون نداؤكم هذا منبها للأفكار إلى ما حوته الشريعة الغراء من تقبيح شرب الخمر وخطر مضاره، كما ترجو أن يقتدي جمهور الأمة بهذا الإرشاد حتى يكون عضدا لجمعية الاتحاد النسائي في تسهيل مهمتها لنشر الدعوة المحققة لما قصدته الشريعة الغراء، وهي ترجو من مقامكم استمرار العناية في حث رجال الحكومة على مؤازرة الفضيلة، وفي حملها على إصدار قانون يحرم استعمال هذه المسكرات.

والجمعية ترجو من فضيلتكم أن تضيفوا إلى ما يستحق عنايتكم لفت نظر الحكومة إلى محلات الفسق التي انتشرت في البلاد بشكل أصبح خطرا على الأخلاق والفضيلة، ففي الاعتراف بها والتصريح بوجودها أكبر عار على حكومة إسلامية تنص في دستورها أن دين الدولة الإسلام.

وللجمعية كبير الأمل في تعضيد فضيلتكم لكل من يعمل بما يعود على البلاد بالخير والإصلاح، ونتشرف بأن نهدي لفضيلتكم نسخة من قانون الجمعية راجية أن ينال من فضيلتكم عطفا وقبولا.

هدى شعراوي

وفي 30 أكتوبر، تلقيت خطابا من فضيلة شيخ الأزهر ردا على خطابي إليه، وقد نشرته الصحف في اليوم التالي. وهذا نص الخطاب:

إلى صاحبة العصمة السيدة هدى شعراوي رئيسة جمعية الاتحاد النسائي المصري

تلقينا بمزيد من السرور كتاب عصمتك الكريم المؤرخ في 22 أكتوبر سنة 1923، الذي تفضلت فيه بإبلاغنا شكر الجمعية على المذكرة التي قدمناها لحضرة صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء ببيان ما في المسكرات من الضرر العقلي والبدني والمالي، والتماسا بلسان الشرع الشريف منع تعاطي المسكرات واقتنائها وإدخالها المملكة المصرية حفاظا للأمة وعملا بما يقتضيه الدين الحنيف.

ولقد علمنا من قدر هذه الجمعية الشريفة الأمور حق قدرها وسعيها في نشر الفضائل ومحاربة الرذائل. إن في مصر الآن من فضليات السيدات من لا تقل شأنا عمن لهم أثر صالح من الرجال في الهيئة الاجتماعية ... ونسأل الله جل شأنه أن يكثر من السيدات المتمسكات بالآداب الشرعية، الداعيات إليها، لتنال الأسرة المصرية سعادتها الكاملة.

Unknown page