ومما عنينا به ولا يزال نصب أعيننا ما أشارت إليه الجمعية من الكلام في تطهير البلاد المصرية من محلات الفسق التي هي خطر عظيم على الأخلاق الدينية.
وإنا لنثني على الجمعية الثناء المستطاب لتفكيرها في هذا الأمر أيضا، ونشكر لها تفضلها بإرسالها إلينا نسخة من قانونها الذي سننظر فيه من الوجهة الشرعية.
ونسأل الله لها المعونة والتوفيق إلى ما فيه الخير، ولعصمتك وللجمعية منا التحية والسلام.
شيخ الأزهر
محمد أبو الفضل
الفصل الثالث والعشرون
طوال الفترة التي أعقبت اندلاع ثورة 1919، كانت البلاد تغلي بالأحداث، وكانت الموافق تتصاعد في بعض الظروف والأوقات، وكان الزعماء يتنافسون ويتناحرون؛ ولذلك كثرت البيانات التي تشايع فريقا، والتي تتهم الفريق الآخر.
ومن ذلك أنه بعد أن ألف عدلي باشا يكن وزارته، وأعلن بيان هذه الوزارة، قام الوفد المصري بنشر رده على هذا البيان، ذهب فيه إلى أن الوزارة بدلا من أن تقوم بواجبها الأول من تقوية رابطة الاتحاد بين الجميع واحترام إرادة الأمة، تخلت عن هذا الواجب وطلبت من الأمة أن تهيئ لها جوا صالحا يسهل عليها المفاوضة ... وتساءل البيان: إنها فقدت نفوذها في الأمة، فكيف تلاقي الأجنبي وعلى أي قوة تعتمد أمامه؟
وكان كل فريق لديه ما يتذرع به من حجج ومواقف لإثبات أنه على حق، وأن الفريق الآخر على باطل، وفي غمار هذه الأحداث، أكدت المرأة المصرية أن الوفاء لمصر أولا وأخيرا، وأنها مخلصة لهذه القضية أكثر من إخلاص الرجال.
لقد كنا حريصات على حقيقة واحدة، وهي أن نكون حيث يكون الحق؛ ولذلك فقد أرسلنا كتابا إلى دولة رئيس الوزراء في يوم 7 مايو 1921، جاء فيه:
Unknown page