219

تعليله وهكذا الكلام.

نعم ، يبقى الفرق بين الوصفين : ان حسن الوجوه وملاحتها ، وتفضيل بعضها على بعض ، يدركه كل من له عين صحيحة.

واما الكلام : فلا يدرك الا بالذوق ، وليس كل من اشتغل (بالنحو واللغة ، والفقه) يكون من اهل الذوق ، وممن يصلح لانتقاد الكلام.

وانما اهل الذوق : هم الذين اشتغلوا بعلم البيان ، وراضوا انفسهم بالرسائل ، والخطب ، والكتابة ، والشعر ، وصارت لهم بذلك دراية ، وملكة تامة.

فالى اولئك ينبغى : ان يرجع في معرفة الكلام ، وفضل بعضه على بعض.

(وقد صرح) صاحب المفتاح (بهذا) اي : بان مراده من عدم الامكان : عدم امكان التوصيف ، لا عدم امكان الادراك ، حيث قال :

اعلم : ان شأن الاعجاز عجيب ، يدرك ولا يمكن وصفه ، ومدرك الاعجاز عندي : هو (الذوق) ليس الا.

وطريق اكتساب الذوق : طول خدمة هذين العلمين.

(وما ذكر هاهنا) اي : في كلام المصنف ، (لا يدل على انه يمكن) لمن انكشف عنده اعجاز القرآن ، بالتدبر فيه : (وصفه) لغيره ، بحيث يدركه غيره بتوصيفه.

وذلك : لكونه ، اي : اعجاز القرآن ، في غاية اللطافة ، ونهاية الدقة.

(بل يدل) ما ذكر هاهنا :

(على انه) اي : الاعجاز ، (انما يدرك بهذا العلم)، اذا لم

Page 221