218

يدركه اهل النظر والذوق ، ولا يمكن لهم توصيفها.

قال في المصباح : ملح الشيء بالضم ملاحة : بهج ، وحسن منظره ، فهو : مليح ، والانثى : مليحة ، انتهى.

ولهم في الملاحة حكاية ، تنسب الى (مجنون) وسلطان عصره ، في شأن ليلى.

قال السيوطي : المعاني ، والبيان ، والبديع :

يعرف بالاول : خواص تراكيب الكلام ، من جهة افادتها المعنى.

وبالثاني : خواصها ، من حيث اختلافها ، بحسب وضوح الدلالة وخفائها.

وبالثالث : وجوه تحسين الكلام.

وهذه العلوم الثلاثة : هي «علوم البلاغة» وهي من اعظم اركان المفسر ، لأنه لا بد له من مرعاة ما يقتضيه الاعجاز ، وانما يدرك بهذه العلوم.

ثم ذكر كلام الآتي للسكاكي بادنى تغيير الى ان قال :

قال ابن الحديد : اعلم : ان معرفة الفصيح والأفصح ، والرشيق والأرشق من الكلام : امر لا يدرك الا بالذوق ، ولا يمكن اقامة الدلالة عليه ، وهو بمنزلة جاريتين :

احداهما : بيضاء مشربة بحمرة ، دقيقة الشفتين : نقية الثغر ، كحلاء العين ، اسيلة الخد ، دقيقة الأنف ، معتدلة القامة.

والاخرى : دونها في هذه الصفات والمحاسن ، لكنها احلى في العيون والقلوب منها.

ولا يدرى سبب ذلك ، ولكنه يعرف بالذوق والمشاهدة ، ولا يمكن

Page 220