Mudarris Afdal
Genres
(الفواصل) في الكلام المنثور ، على حرف واحد.
وقد ذمه بعض أصحابنا من أرباب هذه الصناعة ، ولا أرى لذلك وجها سوى عجزهم ان يأتوا به ، والا فلو كان مذموما لما ورد في (القرآن الكريم) فانه قد اتى منه بالكثير ، حتى انه ليؤتى بالسورة جميعا مسجوعة : كسورة (الرحمن) وسورة (القمر) وغيرهما.
وبالجملة : فلم تخل منه سورة من السور ، فمن ذلك :
قوله تعالى : « إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا* خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا ».
وكقوله تعالى في سورة طه : « طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشى * تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى * الرحمن على العرش استوى * له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى * وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى * الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ».
وكذلك قوله تعالى في سورة ق : « بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج* أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج* والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ».
وكقوله تعالى : « والعاديات ضبحا* فالموريات قدحا* فالمغيرات صبحا* فأثرن به نقعا* فوسطن به جمعا ».
وأمثال ذلك كثيرة ، وقد ورد على هذا الاسلوب من كلام النبي (ص) شيء كثير ايضا .
فمن ذلك : ما رواه ابن مسعود ، قال : قال رسول الله (ص):
Page 146