Mudarris Afdal
Genres
وهديرها وترديدها صوتها تشبيها به ، لتكون على نمط واحد ، وهو كما يأتي في علم (البديع في المحسنات اللفظية ) قد يطلق على نفس الكلمة الأخيرة من الفقرة ، باعتبار كونها موافقة للكلمة الأخيرة من الفقرة الاخرى ، وقد يطلق على توافق آخر الكلمتين من النثر على حرف واحد ، وهو في النثر كالقافية في الشعر ، وهو لفظ في آخر الأبيات اما الكلمة برأسها ، او الحروف الأخيرة منها ، او الحرف الذي يليه حرف الآخر منها.
و (السجع) مبني على سكون حرف الآخر ، لأن الغرض من السجع توافق الفواصل ، ولا يتم ذلك في كل مقام الا بالوقف والبناء على السكون كقولهم : ما أبعد ما فات ، وما أقرب ما هو آت .
فانه لو اعتبر الحركة لفات السجع ، لفتح التاء بلا تنوين في الاول وسكونها مع التنوين في الثاني ، وهذا غير جائز في القافية ، ولا واف بالغرض منها ، اعنى : توافق الفاصلة.
واذا رأيتهم يخرجون الكلم عن أوضاعها اللغوية لحفظ القافية ، مع ان فيه ارتكابا لما يخالف اللغة ، نحو : اخذ ما قدم وما حدث بكسر الدال والأصل الفتح ، فما ظنك بهم في ذلك؟
ولا يقال : (في القرآن الاسجاع) تأدبا لأن السجع كما تقدم : هدير الحمامة ، بل يقال : فيه الفواصل.
فعلى هذا : لا بد من ان يقال : ان (السجع) هو مجموع الكلمة الأخيرة من الفقرة ، لا الحرف الأخير على ما هو المشهور بينهم فتأمل. اذ لا يقال : (الفاصلة) الا لها.
قال في المثل السائر (المسجع) حده : ان يقال : تواطؤ
Page 145