Mucallaqat Cashar
المعلقات العشر وأخبار شعرائها
Genres
إلى اليوم قد جربن كل التجارب
وحليمة هي بنت ملك غسان، وكان أربد بن قيس المشهور أخا لبيد من أمه، وكان يحبه، وأربد هذا خرج مع عامر بن الطفيل ليغدرا برسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فدعا عليهما في قصة مشهورة، فمات عامر قبل أن يصل إلى أهله، ومات أربد بعد وصوله بقليل بسبب صاعقة أنزلها الله عليه، ورثاه لبيد بقصائد مشهورة تركناها خوف الإطالة، ومنها بيته المشهور:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
وبقيت في خلف كجلد الأجرب
حدث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنها كانت تنشد بيت لبيد هذا، وتقول: رحم الله لبيدا، فكيف لو أدرك من نحن بين ظهرانيهم؟ فقال عروة: رحم الله عائشة، فكيف لو أدركت من نحن بين ظهرانيهم؟ وقال هشام بن عروة: رحم الله أبي، فكيف لو أدرك من نحن بين ظهرانيهم؟ وقال أبو السائب: رحم الله وكيعا، فكيف لو أدرك من نحن بين ظهرانيهم؟ وقال أبو جعفر: رحم الله أبا السائب، فكيف لو أدرك من نحن بين ظهرانيهم؟ قال أبو الفرج الأصبهاني: ونحن نقول: الله المستعان، فالقصة أعظم من أن توصف.
ومر لبيد بمكة في أول ظهور الإسلام بها، وكان عثمان بن مظعون في جوار الوليد بن المغيرة، فرده عليه قبل ذلك، فاتفق أنه مر بنادي قريش ومعهم لبيد ينشدهم شعره، فلما أنشدهم قوله:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
قال عثمان: صدقت، فلما قال:
وكل نعيم لا محالة زائل
Unknown page