ومن مناقبه ﵁: قول النبي ﵌ يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه، يجب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله " الحديث الصحيح. وقوله ﵌ له: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
غير أنه لا نبي بعدي " الحديث الصحيح، وفيه خلف رسوله الله ﵌ علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، قال يا رسول الله أتخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: " أما ترضى " الحديث. وقوله ﵌: " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ". رواه الإمام أحمد. وروى مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص ﵁ إن معاوية بن أبي سفيان ﵄ قال له: ما منعك إن تسب أبا تراب؟ فقال: اما ما ذكرت ثلاث قالهن له رسول الله ﵌ فلن أسبه، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله عليه وآله وسلم يقول: وذكر ما تقدم من تخليف النبي ﵌ إلى قوله ﵌: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ". وقوله " يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ". ولما نزلت هذه الآية " فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم " - آل عمران: ٦١ - دعا رسول الله ﵌ عليًا وفاطمة وحسنًا وحسينًا فقال: " اللهم هؤلاء أهلي ". وقوله ﵌: " وأقضاكم علي " ودعاؤه ﵌ له لما بعثه إلى اليمن قاضيًا، ففي رواية عن علي أن النبي ﵌ دعا له فقال: " اللهم اهد قلبه ولسانه " فقال علي: فما شككت في قضاء قضيته بين اثنتين. وقوله ﵌ في دعائه له: " اللهم ادر الحق معه حيث دار " رواه الترمذي. قلت وناهيك بفضائله ما اشتهر به من براعته في الشجاعة والعلوم، واهتمامه بنصرة الحق، واظهار شعائر الإسلام على العموم، وفيه أقول في هذا المنظوم.
ورابع السادة المولى أبو حسن ... سيف القضاء وبحر العلم زخار
ومعدن الجود والدنيا مطلقها ... بتًا ثلاثًا فتى بالفضل مشهار
قلت ومناقبه ﵁، وماله من المفاخر يخرج في التعداد عن حصر الحاضر، وإلى شيء من فضائله الشهيرات أشرت أيضًا في بعض القصيدات بهذه الأبيات.