124

Mirʾat al-ginan waʿibrat al-yaqzan fi maʿrifat ma yuʿtabar¶ min hawadit al-zaman

مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر¶ من حوادث الزمان

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

وفيها مات أسلم مولى عمرو كان فقيهًا نبيلًا، وفيها مات أبو عبد الرحمن جبير بن نفير الحضرمي، عبد الرحمن بن عبد القاري، وفيها صلب عبد الملك معبد الجهني في القدر، وقيل بل عذبه الحجاج بأنواع العذاب، وقتله. وفيها توفي ملك عرب الشام حسان بن النعمان بن المنذر الغاني غازيًا للروم، وحاصر المهلب بن أبي صفرة بلاد العجم.
سنة إحدى وثمانين
فيها قام مع ابن الأشعث عامة أهل البصرة من العلماء والعباد، فاجتمع له جيش عظيم، والتقوا عسكر الحجاج يوم الأضحى فانكشف عسكر الحجاج وانهزم هو، وتمت بينهم عدة وقعات حتى قيل كان بينهما أربع وثمانون وقعة في مائة يوم، ثلاث وثمانون على الحجاج والآخرة كانت له. وفيها وقيل في التي بعدها توفي أبو القاسم محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي المعروف بابن الحنفية وخولة بنت جعفر بن قيس، يقال كانت من بني حنيفة من سبي اليمامة، وصارت إلى علي ﵁، وقيل بل كانت سندية سوداء أمه لبني حنيفة، ولم تكن منهم، وإنما صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق من الجواري والعبيد ولم يصالحهم على أنفسهم، وعاش سبعين سنة إلا وتكنيته بأبي القاسم، قيل رخصة من رسول الله ﵌ وأنه قال لعلي ﵁: " سيولد لك غلام وقد نحلته اسمي وكنيتي ولا يحل لأحد من أمتي بعده ". قلت وقد جمع بين الكنية والاسم المذكورين جماعة كثيرة من أهل الفضل، وفي ذلك مذاهب للعلماء مشهورة، واختار جماعة من العلماء أن النهي عن الجمع بين التسمي باسمه والتكني بكنيته كان مخصوصًا بزمانه ﵌، وعلله بأن اليهود كانوا يقولون يا أبا القاسم فإذا سمعهم ﵌ التفت إليهم، فيقولون ما عنينك، وكان يحصل منهم في ذلك ايذاء له ﵌، فنهى حينئذ عن التكني بأبي القاسم، وقد زالت هذه العلة بعده، فارتفع النهي.

1 / 130