123

Mirʾat al-ginan waʿibrat al-yaqzan fi maʿrifat ma yuʿtabar¶ min hawadit al-zaman

مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر¶ من حوادث الزمان

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

وكان المباشرلقتله سوادة وقيل سودة بن أبجر الدارمي، وكان رجلًا شجاعًا مقدامًا كثير الحروب والوقائع قوي النفس لا يهاب الموت، وفي ذلك يقول مخاطبًا نفسه.
أقول لها وقد طارت شعاعًا ... من الأبطال ويحك لا تراعي
فانك لو سألت بقاء يوم ... على الأجل الذي لك لم تطاعي
فصبرًا من مجال الموت صبرًا ... فما نيل الخلود بمستطاع
سبيل الموت غاية كل حي ... وداعيه لأهل الأرض داعي
مع أبيات أخرى وهو معدود في جملة خطباء العرب المشهورين بالبلاغة والفصاحة. وتوفي عبيد الله بن أبي بكرة، وكان قد بعثه الحجاج أميرًا على سجستان في العام الماضي، وكان جواد ممدوحًا يعتق في كل عيد مائة عبيد. وفيها مات عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي، رحمه الله تعالى.
سنة ثمانين
فيها بعث الحجاج على سجستان عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي، فلما استقربها خلع الحجاج وخرج، ثم كانت بينهما حروب يطول شرحها، وفيها مات عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي، وهو أحد من رأى النبي ﵌ صغره من بني هاشم، ولد بالحبشة، ويقال لم يكن أحد في الإسلام في جوده، وسخائه، وكان يسمى الجواد.
ومن فضائله ومكارمه قرابته من رسول الله ﵌ وما روي في الصحيح أنه قال لابن الزبير: اتذكر إذ تلقينا رسول الله ﵌ أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم. فحملنا وتركك. وفيها مات أبو ادريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله فقيه أهل الشام وقاضيهم، سمع من أبي الدرداء وطبقته، وقال عمر بن عبد البر سماع أبي إدريس عندنا من معاذ صحيح.

1 / 129