234

Minhag al-ʿabidin

منهاج العابدين

Genres

============================================================

وكان سفيان الثوري رحمه الله تعالى يقول : ما أمن أحد على دينه إلأ سلب .

وكان شيخنا رحمه الله تعالى يقول : إذا سمعت بحال الكفار وخلودهم في النار. . فلا تأمن على نفسك ؛ فإن الأمر على الخطر ، ولا تدري ماذا يكون من العاقبة وماذا سبق لك في حكم الغيب ؛ فلا تغتر بصفاوة الأوقات؛ فإن تحتها غوامض الافات: وقال بعضهم : يا معشر المغترين بالعصم؛ إن تحتها أنواع النقم ، زين الله ابليس بأنواع عصمته وهو عنده في حقائق لعنته، وزين بلعم بأنوار ولايته وهو عنده في حقائق عداوته.

وعن علي رضي الله عنه أنه قال : (كم من مستدرج بالإحسان إليه، وكم من مفتون بحسن القول فيه ، وكم من مغرور بالستر عليه)(1).

وقيل لذي النون : ما أقصى ما ئخدع به العبد؟ قال: (بالألطاف والكرامات)(1).

ولذلك قال الله سبحانه : سنستدرجهم من حيث لا يعلمون قال أهل المعرفة : (نسبغ عليهم النعم ، وننسيهم الشكر)(3)، كما قال الشاعر: أمن البسيط) أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت ولم تخف سوء ما يأتي به القدر وسالمتك الليالي فاغتررت بها وعند صفو الليالي يحدث الكدر(4) واعلم: أنك كلما صرت أقرب.. فأمرك أخوف وأصعب، والمعاملة أشد وأدق، والخطر عليك أعظم؛ فإن الشيء كلما كان أبلغ علوا إذا أنقلب . . كان

Page 268