============================================================
(والنوى) الذي يلقيه الغارس بالأرض ، فينشأ عن الأول من السنابل والحبوب ما لا يكاد يحصى ولا يتناهى، ومن الثاني من الثمر ما هو كذلك، وفي هذذه الحالة (أعجب) فاعله يأتي، فقول الشارح : (إن فيه ضميرأ 1 الحب" و1 النوى" وأن فاعله "سنابل )).. سهو منه ؛ إذكيف يتصور في فعل أن له فاعلين، ضميرا وظاهرا في حالة واحدة(1) ؟1 (الزراع) والغراس، كما يدل عليه ذكر (النوى) فهو اكتفاء كل{ سرييل تقيم الحر} أي : والبرد، وفيه أيضا اللف والنشر المرتب؛ لعود (الزراع) (( الحب)، و(الغراس) ل( النوى) وعود (السنابل) للأول، و(الزكاء) لهما: (منها) أي: تلك الزروع والأشجار (سنابل وزكاء) أي : نمو يفوت الحصر، بحيث لو اجتمع أهل الأرض على استقصاء عددها. لما أطاقوه، فقد علمت أن المتناهي هنا كما يحصل منه ما لا يتناهى.. فكذلك حروف القرآن هي متناهية، ويحصل منها من العلوم والمعارف ما لا يتناهى، وهذذا المثال المراد به التقريب لا غير، كما عرف مما مر، وإلا.. فشتان ما بين الأمرين، ألا ترى أن عدم تناهي تلك الحبوب والثمار إنما هو في مدة قليلة ثم تفنى عن قريب ؟! وأما تلك الحروف. . فإن معانيها لا تتناهى في الدنيا ولا في الآخرة، ففي الحديث الصحيح أنه : " يقال للقارىء في الجنة : أقرأ وأزق ل ورتل كما كنت ترتل في الدنيا" وبه يعلم أنه يقرأ ويتلذذ بالقراءة ، ومن لازم ذلك تلذذه بمعانيها ، وما يفتح الله به على القراء من أنواع المعارف اللائقة بتلك الدار وتلك الذوات التي تم فيها التأهل، وذلك أمر لا يتناهى أبدا .
ومن عجيب شأن الكفار: أنهم مع هذه المعجزات والايات البينات كلها استمروا على ما هم عليه من غاية الإعراض والإنكار: فأطالوا فيه التردد والود ب فقالوا سخر وقالوا افتراء (فأطالوا فيه التردد والريب) أي: الشك، عطف مرادف (فقالوا) كما (1) وعليه فالفاعل هو (ستابل)، وجملة: (أعجب.) في محل نصب حال 401
Page 335