============================================================
حكاه الله تعالى عنهم في كتابه العزيز، فهو تلميح- مرة: إنه (سحر) آي: تمويه لا حقيقة له، وأصل السحر لغة : كل ما لطف مأخذه ورق (وقالوا) مرة أخرى: إنه (افتراء) أي: كذب، ومرة: أساطير الأولين إلى غير ذلك من افترائهم واقتراحهم، ومباهتتهم وتلبيسهم، وضلوا فيما قالوا، {بل هو} والله المتفضل بإنزاله (قزهان تجيد *: فى لوح تحفوظ، لا يأنيه البطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حككيه چيد وكل ذلك ينادي عليهم بالبوار والعناد، وأنهم لا عقل لهم ولا رأي ولا استعداد: (1941 وإذا البينات لم تغن شيئا فالتماس الهدى بهن عناء (و) لكن ليس ذلك بكثير على من عدم التوفيق، ولم يبصر سواء الطريق؛ لما هو مقرر في العقول السليمة من الحكم البديعة الجامعة أنه (إذا) كانت (البينات) أي: الحجج القطعية البرهان، الواضحة البيان (لم تغن) أي : هم؛ أي : تفدهم (شيئا) من الهدى (فالتماس الهدى بهن) أي : طلبه منهم بتلك الحجج بعد اليأس من إيمانهم (عناء) أي : تعب لا يفيد شيئا (198 وإذا ضلت العقول على عذ م فماذا تقوله النصحاء (وإذا ضلت) عن طريق الحق (العقول) جمع عقل، وسبق الكلام عليه مستوفى (على) أي: مع (علم) منها بتلك الطرق؛ أي : أضلها بارئها (فماذا تقوله) أي: فأي قول تقوله الأنبياء (النصحاء) وقولهم حينئذ لا يفيد شيئا؟!
والبيت الأول مقتبس من قوله تعالى : وما تغنى الايلث والنذر عن قوو لا يؤمنون} والثاني من قوله تعالى : { أفرهيت من اتحد إلهد هوينه وأضله الله على علر وختم على سمعه وقليه، وجعل على بصروه غشلوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون} وبما قررت به كلامه يعلم أن هذين البيتين من الكلام البديع الجامع 42
Page 336