Min Naql Ila Ibdac Nass

Hasan Hanafi d. 1443 AH
182

Min Naql Ila Ibdac Nass

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق

Genres

وكتاب «التعريفات» للجرجاني (816ه) نموذج التحول كلية من الوافد إلى الموروث، واختفاء اليونان لحساب القرآن. ويمثل كتاب المصطلحات بعد فترة الانهيار في عصر الشروح والملخصات، مصادره العقائد وليست كتب الحكمة بالرغم من الاعتراف بأنها مأخوذة من كتب القوم، ومرتبة ترتيبا أبجديا إيذانا بالمعاجم والقواميس الحديثة ، معظمها تجميع أقوال مأخوذة عن العلماء والفقهاء والمتكلمين والصوفية، وعلماء النحو والصرف والبلاغة. ولا يظهر أي وافد باستثناء تعريف النفس بأنها كمال أول لجسم طبيعي آلي.

20

وفي تعريف المصطلحات يبين الجرجاني من أي علم. يوافق على بعضها ويختلف مع البعض الآخر، ويكون محايدا مع مجموعة ثالثة. يحكم على بعض التعريفات بالزيادة وعلى البعض الآخر بالنقصان. (8)

وقد وضع ابن عربي (638ه) لنفسه «معجم اصطلاحات الصوفية الواردة في الفتوحات المكية». ولأول مرة يضع مؤلف معجما لكتاب بمفرده من تأليفه؛ مما يدل على أن معاجم المصطلحات موضوع فلسفي وليس تاريخيا. المصطلحات عربية ولا يوجد مصطلح واحد معرب. ولا يذكر من أسماء الأعلام إلا علي بن أبي طالب بمناسبة الجبروت. وتذكر طريقة صوفية واحدة هي الملامتية تعريفا للأمناء، وآية قرآنية واحدة

كل يوم هو في شأن .

21 (9)

ويعتبر «كشاف اصطلاحات الفنون» للتهانوي (القرن الثاني عشر)، آخر معجم ما زال يمثل رؤية لتدوين المصطلح الفلسفي.

22

وهو أشبه بدائرة معارف مكونة من مقالات مطولة، وليس مجرد معجم مصطلحات للتعريفات، وهي مرتبة ترتيبا أبجديا كما هو الحال في المعاجم الحديثة. وتضطرب المقدمة «في بيان العلوم المدونة وما يتعلق بها» فمدخلها تقسيم العلوم، ويختلف عرض الأقسام إجمالا وتفصيلا. وتتدخل موضوعات أخرى داخل تقسيم العلوم مثل أجزاء العلوم، الموضوع والمسائل والمبادئ مع عرض الفرق بين المتقدمين والمتأخرين نظرا لتطور العلوم، ثم تعرض الرءوس الثمانية للحديث عن كل علم: الغاية والمنفعة، والسمة (اسم الكتاب) والمؤلف، والعلم، والمرتبة، والقسمة، والأنحاء التعليمية (التقسيم والتحليل)، والتحديد والبرهان، ويعرض أحد جانبي القسمة دون الآخر؛ فتعرض العلوم العربية دون غير العربية، والشرعية دون غير الشرعية، والحقيقية دون غير الحقيقية. ويتم الاعتماد على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. (10)

وخصص صدر الدين الشيرازي (1050ه) في آخر الجزء الثالث من السفر الأول من «الحكمة المتعالية»، خاتمة «في شرح الألفاظ المستعملة في هذا الكتاب»، وكما وضع ابن عربي لنفسه مصطلحات «الفتوحات المكية». وتضم خمسا وعشرين مصطلحا، كلها من الموروث في نظرية المعرفة. لا تعتمد إلا على الداخل مثل الرازي صاحب المباحث الشرقية، والشيخ الرئيس والمعتزلة من المتكلمين، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

Unknown page