Min Caqida Ila Thawra Cadl
من العقيدة إلى الثورة (٣): العدل
Genres
ومع ذلك فالكسب في اللغة هو كل فعل يستجلب به نفع أو يندفع به ضرر، أي إنه لفظ يصف حياة الإنسان العملية فيما يتعلق بالمصالح العامة وبوسائل العيش. أما الكسب الاصطلاحي فلا معنى له، ولو كان له معنى مخالف للمعنى اللغوي لاصطلح عليه؛ فالكسب الأشعري ليس تصورا وليس مشتقا من المعنى اللغوي بل مجرد لفظ لا يدل على شيء إما لغة أو اصطلاحا.
103
الكسب الأشعري في ذاته غير معقول وليس له أي أساس نظري؛ لذلك لا يمكن حده لأن الشيء يعقل أولا ثم يحد ثانيا. ولا يقال إن إنسانا بعينه لم يعقله لأنه لم يعقله أي أحد على اختلاف المذاهب والفرق وطول الجد وقدم العهد. ولا يقال إنه عقل ولكنه لم يعبر عنه؛ فهذه وسيلة الضعيف الذي لم يعقل شيئا ويتحجج بصعوبة اللغة. وما أسهل التعبير عن الفكر الواضح بلغة واضحة. إنما تدل عدم القدرة على التعبير على أن الشيء المراد التعبير عنه إن هو إلا مجرد عاطفة أو انفعال.
104
إن أقصى ما يمكن معرفته من الكسب هو أنه لا يمكن معرفته إلا بالإضافة، أي بإضافة الفعل إما إلى المؤله المشخص وإما إلى الإنسان، في حين أن الشيء يجب أن يعرف في نفسه أولا قبل أن يعرف بالنسبة إلى غيره. وهذا مستحيل بالنسبة إلى الكسب؛ لأنه غير معقول في ذاته.
105
واعتبار القدرة مخلوقة لا يعطي أي أساس عقلي؛ لأن السؤال ليس نشأة القدرة ومصدرها، فذلك سؤال عام عن مصدر كل شيء بما في ذلك الإنسان، بل عن أثر القدرة وفعلها.
106
واعتبار أصل الفعل من المؤله المشخص ونوع الفعل من الإنسان؛ لا يجعل الكسب أكثر وضوحا في معنى الأصل إذا كان هو القدرة فقد عاد إلى الجبر. وماذا يبقى للعبد من الفعل إن لم يكن صاحب القدرة عليه؟
107
Unknown page