الفصل الثالث في دلائل الجوزاء على مثل ذلك
فنقول إنه إذا كانت له الدلائل التي وصفنا دل على أنه يظهر في المدن المستولى عليها كثرة النظر في علوم ما فوق الطبيعة كالربوبية والعلوم السماوية العلوية وحالات الديانات والفلسفة وعلم النجوم والطب وتأليف اللحون وسائر الرياضات ويغلب عليهم حسن الصورة وسخاء الأنفس والعمل بالرفق والتدبير والتلون في الأعمال ونقل الأشياء بعضها إلى بعض والاشتراك فيها واستعمال الصور والنقوش والتزويق والأصباغ وبناء المدن المشهورة والقصور المشيدة الفاخرة والعمارات ويعرض فيه الأمراض والصداع والقيء والشدة والفناء وفشو الموت في المواشي مع كثرة هبوب الرياح في الربع الربيعي مع هبوب السمائم في الربع الصيفي وتمسك الهواء في الربع الخريفي وكثرة الأمطار في الربع الشتوي ويكون الغالب لباس الخضرة من الألوان ويدل على أنه ينال ملك بابل مرض ثم يسلم منه ويتغير لوزرائه ويغلب على بعضهم ويكون ظهور الخوارج بأرمينية ويقاتل بعضهم بعضا ويهربون إلى غير مدنهم وتتغير أمورهم ويقوى عليهم أعداؤهم ويظفرون بهم وينال الروم آفات ويقع فيهم الموت من غير علة واحدة وتكثر أحزانهم بتلك الأسباب وتكثر الأمطار هناك ويدل على آفات تعرض لأهل إصبهان من القتال والأمراض وعلى كثرة الرعود والبروق والرياح الصبائية المفسدة للغلات وسيما ناحية الجنوب ويكثر الزروع في أكثر الأقاليم مع إسقاط الحوامل ووقوع الموت في الصبيان والشباب وعلى كثرة الحنطة والشعير والتمر والخصب ووقوع اليرقان في الكروم مع سلامة الشجر
Page 194