فإذا كانت الفردارية للمشتري دل ذلك على ازدياد ملوك بابل عزا وبسطة في ملكهم وظفر بأعدائهم وإذعانهم لهم وعلى أمرهم بحفر الأنهار وعمران العامر وتوفر الخراج وزكاة الرفع وكثرة الحرث والنبات وعلى دوام الأمر في كلية فرداره إلا أنه يعرض لهم اغتمام بأسباب قراباتهم ويرزقون الأولاد ويستعملونهم على الأعمال ويكونون ذوي سعادة ويفرحون بأهاليهم ويغزون أرض الروم ويكثر القتل والسبي فيها ويحسن حال أهل فارس والعرب
وإن كانت الفردارية لعطارد دل ذلك على شمول الصحة لملوك بابل وأولادهم وعلى ازديادهم في العز والشرف والسلطان وتستعمل الملوك أولادها وتصنع المعروف عند عبيدها وخدمها وحاشيتها وربما حبست [sic] بعض خدمها وعاقبتهم وأغرمتهم ثم يتخلصون من بعد ذلك ويكثر أسفار ملوك أهل بابل ويظفرون بأعدائهم حيث توجهوا ويفتحون المدن ويكثر العلماء وأهل النسك والكهان والمنجمون والكتاب وينال الناس الضرر بسبب مطالبتهم بالخراج وغلظ المشايخ عليهم ويكثر الأخباروالأراجيف الكاذبة على أبواب الملوك ونال أهل الأقاليم بلاء إلا أهل فارس فإنهم يزدادون خيرا ويكثر الهم والحزن والفكر والفجور والخديعة والغدر وينال الناس الضيقة والحاجة ويفشو العدل في الناس والمعروف ويأمر الملوك بحفر الأنهار وابتناء المدن وتنفق التجارة بأرض بابل ويكثر الأشياء المائية كاللؤلؤ والسمك وطير الماء وربما اهتم الملوك بأمور خفية
Page 506