244

فأما كيفية معرفة الفردارية لمن هي من الأشخاص العالية فإنه يعمد إلى سني يزدجرد التامة فتلقى منها ثمانية عشر أصلا أبدا ثم يقسم الباقي على خمسة وسبعين فما بقي لا يتم خمسة وسبعين اطرح منه سني الكواكب على تواليها في ترتيب الفردارات وابتدئ بالطرح من زحل فالكوكب الذي ينتهي إليه مما لا يبقى بقية وإن بقي من العدد فهو صاحب الفردار ويكون ما قد مضى من فرداره بمثل ما بقي من العدد ثم يستأنف في السنة المستأنفة للسنة التي تتلو لذلك العدد

فأما فردارات الكواكب الموضوعة لها فإن فردار الشمس عشر سنين وفردار القمر تسع سنين وفردار الرأس ثلاث سنين وفردار المشتري اثنتا عشرة سنة وفردار عطارد ثلاث عشرة سنة وفردار زحل إحدى عشرة سنة وفردار الذنب سنتان وفردار المريخ سبع سنين وفردار الزهرة ثماني سنين

فأما كيفية معرفة دلالة فردار كل كوكب منها على الأحداث السفلية فهو أن تنظر فإن كانت إحدى الفردارات الثلاثة للشمس فإن ذلك دليل على سرور يحدث لملك بابل مع الزيادة في عزهم ومملكتهم وظفرهم وابتداعهم لسنن لم تكن وكثرة تنقلهم وأسفارهم والرفد عليهم وإذعان أهل النواحي لهم بالطاعة مع كثرة فتوحهم لهم للمدن وظفرهم بالأعداء وشمول السرور للرعية وكثرة رفع الثمرة

وإن كانت الفردارية للقمر دل ذلك على كثرة تخليطات تدبير ملوك أهل بابل في سياستهم وقلة نفوذ أمرهم ويستعملون العدل ويشتهرون به وتحسن أحوال نسائهم ويكثر الخراج وتتوفر الأموال

وإن كانت الفردارية للرأس دل ذلك على اتساع مملكة أهل بابل وورود الكتب عليهم من النواحي بالإذعان والطاعة لهم مع ما ينالون من ملوك سائر النواحي من الخير وابتنائهم المدن والقرى وغزوهم لأعدائهم وظفرهم بهم وشدة هيبتهم عند الملوك وعلى كثرة الخصب في كلية فرداره وربما عرض لملوكها الأمراض في رؤوسهم كالصداع وما أشبهه

Page 504