الفصل الثاني عشر في دلائل الحوت على مثل ذلك
فإذ قد قدمنا ما يحتاج إليه فنقول إنه إذا كانت له الدلائل التي وصفنا دل على أنه يظهر في المدن المستولى عليها النظر في أمر الربوبية مع استعمال النظافة والتفقه في الديانات والتنوق في الأشياء وكثرة استعمال المناكح وانبساط الناس وأنس بعضهم لبعض والثقة والطمأنينة والنسك وصحة المعاملة فيما بينهم وكثرة استعمال الأدب والحيل والمثلة بالناس وتنالهم الأمراض وتكثر ظهور سباع البر والبحر والأمطار والمياه وحفر الأنهار وغرس الأشجار مع كثرة الجواهر المائية كاللؤلؤ ويكون الأغلب عليهم البياض من الألوان وما أشبه ذلك ويعرض لسائر بلدان الدلو وسيما لأهل الكوفة العلل في وقت الربع الربيعي وتكون سنة خصيبة ويقل الطعام بأرض الثور والميزان والعقرب وتفشو الأمراض والعلل والقروح وينال الحبالى ضرر في وقت الولادة مع كثرة العدو في أكثر الآفاق وتكون سنة شديدة وينال الناس فيها الحرب حتى ينتقلوا عن مواضعهم إلى مواضع آخر ويكثر القتال ويكون موت وفزع وأراجيف في أكثر الأقاليم ويدل على كثرة هبوب الرياح الدبورية وكون الأمطار في الربع الربيعي وعلى شدة الحر في الربع الصيفي وتوسط هواء الربع الخريفي وشدة البرد في الربع الشتوي ويصلح الحرث ويكثر الثمار والطعام مع قلة رفع الغلات
Page 218