101

الفصل الحادي عشر في دلائل الدلو على مثل ذلك

فنقول إنه إذا كانت له الدلائل التي وصفنا دل على أنه يظهر في المدن المستولى عليها استعمال بناء المدن والقصور المشيدة وحفر الأنهار وغرس الأشجار والفكرة في الموتى وحال السلف واستعمال الزجاج وما أشبه ذلك من الجواهر الرخوة ويعرض للمواشي الآفات ويكون الربع الربيعي متوسطا في البرد مع شدة الحر في الربع الصيفي مع ميل الربع الخريفي إلى الحر وتكثر فيه البروق والرعود والأمطار ويشتد البرد في الربع الشتوي مع كثرة الثلوج وهبوب الرياح الصبائية وتضر الأنداء بالكروم وتكون السنة خصيبة ويزكو الطعام والتمر وغرس الأشجار ويكثر الجراد المضر بها وينال كل أرض على سواحل البحار أو شاطئ الفرات والدجلة آفات كالقحط والأمراض وما أشبه ذلك ويكثر في أرض العرب الخير والفرح ومحاربة الروم لأعدائهم

فإن كان أجزاء الطالع في الثلث الأول منه أو كان التسيير فيه أو أحد المبتزات أو بلغ الانتهاء إليه دل على رطوبة الجو وإن كان في الثلث الأوسط دل على تمزيج الهواء وإن كان في الثلث الآخر دل على تواتر هبوب الرياح فإن كان في أجزائه الشمالية دل على هبوب الرياح وإن كان في الجنوببة دل على كثرة الغيوم

فإذ قد أتينا على ما أردنا شرحه فلنقطع الفصل

Page 216