187

Micyar

المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب

Genres

[الصلاة في الجامع المبني بالقهر والغصب] وسئل سيدي قاسم العقباني عن أهل مجشر رغبوا من بعض العمال أن يبنى لهم مسجدا يصلون فيه الجمعة, والمجشر كبير على هيئة المصر ولا أسواق فيه, لكن بناؤه متصل ولا تروعهم فتنة لكونهم موسومون بالديانة فيحترمون لذلك, فعمد هذا العامل لبنائه واستخدام فيه قهرا من بنواحيه ودوابهم في آلات البناء من عمل جير وتيسير حجر ونحو ذلك, هل تصح الصلاة فيما بنى على هذا الوجه أم لا؟ وقد حكى ابن سهل عن ابن القاسم أنه كان يجتنب الصلاة في مسجد بني بمال حرام, وقد عاب بعض الفقهاء على بعض أهل الخير تركه الصلاة في هذا المسجد لما ذكرنا, هل يعصي هذا التارك للصلاة فيه أم لا؟

فأجاب أما كون الباني من العمال وكونه يقهر الناس في أنفسهم ودوابهم, فلا أثر لذلك في عدم صحة الجمعة وغيرها في هذا الجامع فإن المال الذي بني به وأكره الناس ودوابهم, كل ذلك بذمته يتعلق, فلقد صحت الصلاة عند جمهور العلماء في الدار المغصوبة وهو أحد قولي مالك, مع أنها عين الشيء المغصوب. وذكر في المدونة البناء المتصل ولم يشترطوا السور وذكر الأسواق مرة وسكت عنها مرة. والأقرب أنها ليست بشرط, إذ لعل ذكرها في كلام السائل وقع. واما البناء المتصل فلابد منه, وتوكون عمارة استيطان لا تزحزحه الفتنة. واما المتخلف عن الجمعة فإن لم يكن عذر بوجه, فالمرة الواحدة جرحة. وعلى هذا الوجه يحمل قول من جعل المرة الواحدة جرحة, فإنها على هذا الوجه تسقط المروءة. وإن كان هناك عذر ما فليس التخلف جرحة إلا أن يتكرر مرات. وترك ابن القاسم صلاة الجمعة في مسجد بني بمال حرام إنما هو على سبيل الورع, لأنه كان يجد غيره يصلي فيه والله اعلم.

[إمامة من يسكن خارج المدينة]

وسئل الشيخ أبو ابراهيم الأعرج رحمه الله عن قرية الإمام فيها خارج المصر, وهو داخل ثلاثة أميال, هل يجمع الجمعة بأهل مصر أم لا؟

Page 187