186

Al-Miʿrāj ilā Kashf Asrār al-Minhāj

المعراج إلى كشف أسرار المنهاج

Genres

Qur’an

اعلم أن هذه الحقيقة هي التي يعتمدها أكثر المتأخرين من أصحابنا. قال ابن متويه: وجعل أبو هاشم الخوف الاعتقاد أو الظن ليزول ضرر به في المستقبل أو فوات نفع عنه أما فيه أو فيمن يجري مجراه والذي يجري مجراه أن يعتقد أو يظن ذلك في بعض أحبائه وقرر ابن متويه هذه الحقيقة وجرى عليها بعض المتأخرين والمفهوم من صريح كلامهم أنهم يريدون بالاعتقاد الاعتقاد الذي ليس بعلم إلا ماكان علما فلا كلام أنه ليس بخوف والأولى أن يزاد ما زاده بعضهم فيقال الظن أو الاعتقاد من غير سكون النفس. قال ابن متويه: وقد حكي عن أبي علي أنه أثبتهما نوعين غير الاعتقاد والظن يعني الخوف والخشية.

قوله: اتباعا لأهل اللغة يعني لما كانوا لايسمون القاطع بحصول الضرر أو فوت النفع خائفا.

قوله: ولايرد خوفنا للموت.

يعني فيقال: كيف قلتم أن الخوف لايكون إلا ظنا مع أنا نخاف الموت ونحن عالمون بوقوعه وقاطعون به.

ويجاب بأنا لانخافه بنفسه وإنما نخاف وقته فهو غير مقطوع بتعينه بل نظن في أكثر الأوقات. قال بعض أصحابنا: وهذا عذر غير محكم وظاهر كلامه أنا نخاف الموت نفسه وأن الملائكة يخافون العقاب مع علمهم بأنهم لايعابون. قال: ففي اصطلاح المتكلمين نظر.

قوله: ولاخوف الملائكة. أي ولايرد اعتراضنا علينا خوف الملائكة فيقال: أنهم يخافون العقاب مع أنهم غير ظانين لحصوله بل قاطعون بأنهم لايعاقبون لما علموه من عصمتهم عما يستحق لأجله ولإخباره تعالى لهم بذلك.

قوله: والأقرب أنهم يخافون.. إلى آخره.

Page 206